في تمام الساعة العاشرة بدأت الجلسة الأولى في المؤتمر الدولي الثالث تحت عنوان"انتهاكات مستمرة وإفلات من العقاب"، والتي ترأسها الكاتب العام في منظمة العفو الدولية التونسي زهير مخلوف.
بومدوحة: مسؤولون رفيعو المستوى في النظام لم يحاسبوا على انتهاكات اقترفوها
المداخلة الأولى ألقاها نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية سعيد بو مدوحة الذي قال إن الأزمة في البحرين انطلقت منذ بداية التسعينات، والتي جرى على اثرها اعتقال رموز في المعارضة من بينهم أمين عام جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيخ علي سلمان، واستخدام العنف لايقاف الاحتجاجات، ومنع ناشطين من دخول البحرين. وقال بومدوحة إن الظروف بعد تلك الفترة تحسنت بعد تسلم الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحكم عام 1999، لذلك ذهبت منظمة العفو الدولية الى البحرين والتقت بأفراد في الحكومة وآخرين من المجتمع المدني. وبعد تفجر الثورة في 14 فبراير/شباط 2011، قال الناشط التونسي إن المنظمة راقبت الوضع في البحرين ووثقت ما ارتكبته السلطات من انتهاكات. "هنا أكثر من 2000 معتقل في البحرين.. وهناك أشخاص قتلوا بسبب التعذيب.. وتم اعتقال أكثر من 100 طفل"، قال بو مدوحة.
وأضاف أن الكثير من الناشطات البحرينيات معتقلات في سجون النظام ومن بينهن زينب الخواجة. وأسف لوجود حالات إفلات من العقاب لم يتم بموجبها محاسبة المسؤولين عن التعذيب، ومن بين هؤلاء أفراد رفيعو المستوى مسؤلون عن الانتهاكات.
مسعود شجرة: المجتمع الدولي لم يكن فعالاً في العمل من أجل البحرين
ثم تحدث رئيس الوكالة الاسلامية لحقوق الانسان مسعود شجرة فرأى ان الكثير من الانتهاكات وممارسات التعذيب والعنف يجري استخدامها في البحرين دون أي عقاب. وأسف شجرة لعدم وجود "استجابة من المجتمع الدولي" الذي لم يكن فعالاً اذ أنه اكتفى بتقديم وعود دون أي عمل جدي، وتابع "ليس هناك ضغط من المجتمع الدولي لحصول تغيير معين". وقال إن الحكومات الغربية بمن فيها الولايات المتحدة الأميركية لم يقدموا اي مساعدة للناشطين في البحرين.
وانتقد الناشط في الوكالة الاسلامية اهمال الاعلام لقضية البحرين، علماً ان تغطيته لأحداث اليمن وسورية يومية. وقال إنه ينبغي التركيز على القضايا الانسانية المنتهكة في البحرين، وعلى المجتمع الدولي أن يطلع على ما يتعرض له النشطاء في البحرين.
عيسى الغايب:السلطات البحرينية لم تقدم اياً من المسؤولين عن قتل المتظاهرين للمحاكمة
ثم كانت مداخلة لرئيس مركز اللؤلؤة لحقوق الانسان عيسى الغايب فأكد أن السلطات البحرينية لم تقدم اياً من المسؤولين عن قتل المتظاهرين للمحاكمة.
وقال إنه ينبغي تشكيل هيئة مستقلة للتحقيق بممارسات التعذيب التي مورست ضد المشاركين في التجمعات السلمية.
وشدد على أهمية تطبيق التوصيات المعتلقة بالتجمعات السلمية.
منار مكي: دماء البحرينيين ليست رخيصة
وذكرّت عضو "محامون من أجل الدفاع عن حقوق الانسان" المحامية البحرينية منار مكي بقضية قتل الشهيد صلاح عباس، مشيرة إلى أنه لم يجرٍ الاستفسار من الشرطي عما حصل، حيث كان هدف المحكمة تبرئة المتهم، رغم محاولات الضغط لتقديم شهود على الجريمة. "للأسف الشهيد عباس لازال قاتله يسرح ويمرح بدون عقاب"، قالت المحامية مكي، مؤكدة أن دماء البحرينيين ليست رخيصة لتسفك بدون عقاب.
ابي دجولز: يجب العمل من أجل تشكيل محكمة دولية ضد قضايا التعذيب وقدمت المحامية الأميركية أبي دجولز مداخلة قالت إن في الولايات المتحدة الأميركية عقداً متعلقة بقضايا التعذيب، يمكن الأفراد من رفع شكاوٍ ضد ممارسي التعذيب، وأن بعض الحالات نجحت في تحقيق ذلك رغم بعض الصعوبات.
وتابعت: "لقد اطلعت على دراسات وتقارير تذكر أن شخصاً معيناً تعرض للتعذيب من قبل أحد أفراد العائلة الحاكمة". أبي دجولز قالت إن أمثال هؤلاء يمكن محاكمتهم وإرغامهم على دفع تعويضات.
وشددت على أنه يجب السماح لفريق عمل دولي من الدخول للعمل إلى البحرين من أجل تشكيل محكمة دولية. ولفتت إلى أن الأمم المتحدة غير مهتمة لانشاء المزيد من المحاكم الدولية أو المختلطة لأنها مكلفة وتطلب جهداً كبيراً.
بيت وذر بي: تقرير بسيوني أكد مصداقية ما تقول به المعارضة البحرينية
المداخلة الأخيرة كانت للمحامي البريطاني بيت وذر بي، فأشار إلى ان البحرين لم تلتزم بما وقعت عليه من اتفاقيات دولية.
واعتبر أن تقرير لجنة تقصي الحقائق المعرف بـ "تقرير بسيوني" كان نقطة مفصلية في تاريخ حقوق الانسان في البحرين، مشيراً إلى أنه أكد مصداقية ما تقول به المعارضة، وقال إنه كان ينبغي على الحكومة البحرينية أن تستعمل هذه التقاير.
"المسؤولون في البحرين لم يعد بامكانهم الزعم أنهم لم يرتكبوا هذه الانتهاكات"، إذ أن تقرير بسيوني فند الحقائق وسلط الضوء عليها. ثم أضاف أن تقرير بسيوني انتهى، إلا أن متابعة العمل على توصياته كان مخيباً للآمال. "الحكومة عذبت أفراد، ولكن لم يتم إقالة أي وزير، وعلى العكس كان يتم ترقية الوزراء المسؤولين عن الانتهاكات، وتقرير بسيوني لم يحل المشكلة على الاطلاق"، قال بيت وذر بي.
وختم مداخلته بالقول أن هناك الكثير من الأشخاص اتهموا واستندت محاكماتهم على اعترافات، قال أصحابها أنها انتزعت منهم تحت التعذيب وهو ما نعتبره جريمة دولية.
|