أعلنت النيابة العامة في البحرين أمس الإثنين 22 مايو/أيار عن توقيف سماحة العلامة الشيخ محمد صنقور سبعة أيام على ذمة التحقيق؛ وذلك بعد إعلان الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية عن استدعائه بذريعة اتهامه "بتكرار الخطابات التحريضية التي تتضمن مخالفات قانونية، ومن بينها إهانة السلطات والتحريض علانية على بغض طائفة من الناس والازدراء بها".
وفي الوقت الذي يدعو فيه منتدى البحرين إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن العلامة صنقور فإنَّه يعتبر الاحتجاز التعسفي لشخصية دينية وزانة مارست حقها في التعبير عن الرأي وحرية الدين والمعتقد ينذر بموجة جديدة من استهداف الحريات الدينية، مشيرا إلى أنَّ النقد المشروع الذي قدمه الشيخ صنقور لمحاولة تزوير بعض المقررات الدراسية في وزارة التربية والتعليم عبر تمرير مواد تعليمية لتكريس حالة التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي رغم ما فيها من تشويه لحقيقة القضية الفلسطينية يأتي في مسعى تجريم السلطات الأمنية لأي أصوات تنتقد التطبيع، كما أنَّ الدعوة لإنهاء المعاناة الإنسانية لسجناء الرأي التي أطلقها الشيخ صنقور عبر الإفراج عنهم تتلاقى مع كل الدعوات الحقوقية الدولية التي تؤكد حق المعتقلين السياسيين في الحرية الفورية.
ولفت المنتدى إلى أنَّ لغة البيان الصادرة والتي تضمنت عبارات مثل "لا يمكن عودة عقارب الساعة إلى الوراء" تذكرنا بمرافعات النيابة العامة في العديد من المحاكمات غير العادلة التي انتقدتها المؤسسات الحقوقية الدولية ووصفتها بأنَّها تعكس "الاضطهاد السياسي" و "العدالة الزائفة".
وأضاف: وفي الوقت الذي يشير فيه بيان النيابة العامة إلى أنَّ التحقيق بسبب خطبة "تضمنت أخباراً كاذبة من شأنها الإضرار بالنظام العام واضطراب السلم العام" والمقصد فيها أوضاع المعتقلين السياسيين الذين يشكون من سوء المعاملة أو انقطعت أخبارهم بعد معلومات عن تعرضهم لسوء المعاملة وهم المحكومون بالإعدام التعسفي فإنَّ السلطات القضائية رغم معرفتها بالكثير من شكاوى التعذيب وسوء المعاملة فإنَّها مازالت تكرس سياسة الإفلات من العقاب؛ وإلا لماذا مازالت وزارة الخارجية ترفض زيارة المقرر الأممي الخاص بالتعذيب للبحرين؟، أليس خشية أن يطلع على أوضاع المئات في السجون ممكن يشكون من التعذيب أو سوء المعاملة؟!.
وكان العلامة الشيخ محمد صنقور قد دعا في خطبة الجمعة يوم 19 مايو/أيار 2023، الجهات المعنيَّة إلى "تطمينِ الناس وذوي السجناء على أبنائهم وذلك بالتواصل مع أبنائهم من طريق المكالمات الهاتفية وتيسير الترتيب للزيارات وليس من خلال التصريحات وحسب"، قائلاً: "قد نما إلى علمهم (ذوي السجناء) أنَّ عدداً من السجناء تعرَّضوا للإساءة والتعنيف وتعرَّض بعضهم للعزل والسجن الانفرادي والحرمان من الرعاية الصحيَّة الكافية". منتدى البحرين لحقوق الإنسان 23 / 05 / 2023 |