تحت عنوان "البحرين: هدم المساجد... جريمة دينية وإنسانية"، نظم منتدى البحرين لحقوق الانسان بالتعاون مع تجمع العلماء المسلمين في لبنان وقفة تضامنية يوم الثلاثاء استنكاراً لانتهاك المقدسات في البحرين، وسط حضور لافت للشخصيات الروحية وممثلي السلك الدبلوماسي والأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني.
الفعالية التي قدم لها عضو المجلس المركزي لتجمّع العلماء المسلمين الشيخ إبراهيم بريدي افتتحت بعرض فيلم "جريمة الهدم" استعرض عمليات هدم المساجد في البحرين، وتوصيف الجريمة قانونيا وحقوقيا، مشيرا إلى الغاية من وراء هدم المساجد، وأبرز المواقف الدولية التي دانت ما أقدمت عليه السلطات البحرينية في هذا المجال.
الشيخ أحمد الزين: هدم المساجد في البحرين أظهر سوء الحكومة
وألقى رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ القاضي أحمد زين كلمة أكد فيها على تأييد ومساندة تجمع علماء المسلمين "للشعب في البحرين لكي يصل إلى حريته وانسانيته"، مشيراً إلى أن ما أقدمت عليه "حكومة البحرين من هدم للمساجد أظهر ما تكنه من سوء وشرور".
وقال الزين: " إننا من خلال تجمع العلماء المسلمين في لبنان وما يرفع من راية للالتزام بكتاب الله الذي بعثر أوراقه حكام البحرين، والتزاماً من التجمع بحمل رسالة الاسلام والدعوة للوحدة بين المسلمين وتجاوز الفروقات المذهبية، نعلن تضامننا ووحدتنا مع الشعب البحريني العظيم".
وأضاف: "ما نشاهد من ترد ومن انحراف سواء كان ذلك في البحرين وفي غيرها من المنطقة العربية أمر يندى له الجبين"، متسائلاً: "ماذا سنقول لرسول الله بما نراه ونشاهده في البحرين وغيرها ".
الشيخ ماهر حمود: التصنيف المذهبي في العالم الاسلامي عودة للجاهلية
ثم تحدث إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود مفتتحاً كلامه بالقول: "يعز علينا أن كل شيء في عالمنا الاسلامي المعاصر بات مصنفاً مذهبياً". وأضاف: "لا يحل لك وفق التصنيف الجديد أن تكون مع مظلوم شيعي، أو تنكر الظلم على ظالم سني.. ليصبح الانتماء الى المذهب انتماءاً جاهليا على قاعدة انصر اخاك ظالما او مظلوماً.. هذا ما نحن عليه أمام ما يحصل في البحرين وسورية وما يحدث في العالم الاسلامي".
وفي كلمته استنكر موقف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي لجهة عدم دعمه للثورة البحرينية إذ "يقول إن الثورات كلها في مصر وتونس وليبيا كانت ثورات اشترك فيها الشعب كله أما في البحرين فهي ثورة طائفية لم يشترك فيها الا الشيعة"، فتساءل الشيخ حمود: "لو كان المظلوم هناك نصرانياً او بوذياً أو ملحداً هل يجوز لك أن تحرمه من حقه لأنه في مكان آخر أو من مذهب آخر أو من دين آخر؟"
يوسف ربيع: هدم المساجد جريدة تورط فيها مسؤولون بالدولة من جهته، أكد رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان يوسف ربيع أن جريمة هدم المساجد في البحرين هي "جريمة دولة تورط فيها مسؤولون بالدولة البحرينية؛ فالجريمة ثابتة قانونيا ويجب محاسبتهم ومعاقبتهم"، وأضاف: "لو لم يكن من جرائم الحكومة البحرينية إلا هدم المساجد فيكفى أبناء الشعب أن يطالبوا باقالة الحكومة"، لافتا إلى أن "بقاء المسؤولين المتورطين بجرم الهدم في مناصبهم يعقد فرص الحل السياسي".
وفي كلمته، دعا ربيع إلى رفع الحصانة عن "المتورطين في الجريمة الدينية والأخلاقية والإنسانية"، لافتا إلى أن "عدوانية السلطة برزت بشكل واضح في استهداف مكوّن اجتماعي مهم في المجتمع البحريني، لتحدث احتراباً طائفياً في البلاد".
ودعا إلى ترسيخ حادثة هدم مسجد الشيخ أمير محمد البربغي الذي يفوق عمره 450 سنة عبر فعاليات التجمع تخليداً للتراث الحضاري والإسلامي للبحرينيينن. ولفت أن إزالة مسجد الشيخ محمد البربغي أرادت السلطات منها إزالة "تراث حضاري ديني ثقافي لشعب آمن بالوحدة وبالعيش الكريم"، مشيراً إلى أنه رغم إزالة البنيان والجدران إلا أن الشيخ محمد البربغي سيبقى شاهداً على جريمة تشاركت فيها أطراف في الدولة البحرينية.
" نحن لا نعول على الدول العربية التي وقفت الى جانب الاستبداد في البحرين وبررت هدم المساجد، نقول إن هناك العديد من الدول ممن يقر بأن هدم المساجد جريمة"، أضاف ربيع.
وطالب رئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان تجمع العلماء المسلمين في لبنان تشكيل فريق عمل لابراز حجم هذه الجريمة على المقدسات وعلى الوحدة الوطنية والإسلامية، كما دعا التجمع إلى حمل الملف إلى منظمة التعاون الإسلامي للضغط على الحكومة البحرينية لبناء هذه المساجد ورد الاعتبار لها.
وفي الختام سلم رئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان يوسف ربيع درعاً تقديراً لكل من رئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء الشيخ حسان عبدالله والشيخ ماهر مزهر مسؤول العلاقات الخارجية بالتجمع، وإمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود تقديراً لمواقفهما الداعمة لقضية الشعب البحريني العادلة في المطالبة بالحرية والديمقراطية. |