نظم منتدى البحرين لحقوق الإنسان ملتقى حواري بعنوان: "التدخل السعودي في البحرين وانعكاساته السياسية والحقوقية"، وذلك في فندق القولدن توليب ببيروت الجمعة الماضية، بحضور نخب عربية، وممثلين عن مؤسسات حقوقية وأحزاب لبنانية ومؤسسات المجتمع المدني اللبنانية. وشارك في الملتقى العميد والخبير العسكري والاستيراتيجي أمين حطيط، والكاتب والمحلل السياسي الأردني علي حتر، والدكتور عبد الخالق فاروق الخبير في الشؤون الاقتصادية والاستيراتيجية من مصر، فيما أدار الحوار عضو المنتدى الدكتور فلاح ربيع. من جهته قال العميد أمين حطيط في ورقته بعنوان (التدخل السعودي في البحرين و افاق الحل السياسي): "لقد أدركت المملكة العربية السعودية أن نجاح الحركة المطلبية في البحرين في ارساء قدر من الحرية و الديمقراطية و المساواة بين افراد الشعب على اساس المواطنة التامة كما تطالب القوى الشعبية المتحركة ، ان هذا النجاح سيؤدي الى احداث ثغرة في منظومة الحكم الوراثي الاسروي السائد في الخليج و قد يتمدد الى دول اخرى و قد يصل الى زعزعة بنية النظام الوراثي الخليجي و لا يقتصر على البحرين بل سيشجع على الانتقال الى السعودية ذاتها . وأردف: "بات شبه يقيني بان الحل القمعي الامني الذي تريده السعودية امر غير قابل للنجاح بعد ان نجحت الحركة البحرينية في تجنب الصدام مع القوى العسكرية ، و تحملت المآسي و استمرت حية في ملاحقتها للمطالب. الامر الذي فرض واقعا لا يمكن لعاقل تجاوزه ، و هو ان المخرج لن يكون الا بحل سلمي يقود اليه الحوار بين السلطة و المعارضة". كما لفت الدكتور عبد الخالق فاروق في ورقته إلى أن "التدخل العسكرى السعودى فى البحرين أدى إلى تقييد حركة نظام حكم " آل خليفة " وصعوبة التحرك نحو إيجاد حل سياسى وحلول منتصف الطريق ، وبالتالى فأن الأزمة مرشحة للإستمرار فى إنتظار حل لكل المشكلات الإقليمية ، بما يعنى ربط حلحلة الموقف فى البحرين بكل مشكلات المنطقة" . وتابع: "كشفت الأزمة البحرينية ومن قبلها الأزمة اليمنية عن الركائز الحقيقية التى تقوم عليها نظرية الأمن القومى السعودى والتى تتشابه إلى حد كبير مع نظرية الأمن القومى الإسرائيلى ، والقائمة على تفتيت الكيانات الجيو – سياسية الكبيرة المحيطة بالمملكة السعودية وإضعافها وإحتواء وإبتلاع الكيانات الصغرى ". وفي السياق ذاته أكد الكاتب والمحلل السياسي الأردني علي حتر بأن "درع الجزيرة موجود في البحرين لقمع الشعب، وللتدخل السريع حيث يكون هنالك حراك شعب يهدد مصالح الحكام والعائلات الحاكمة، مشددا على أنه قد " إنكشف الإصطفاف الحقيقي لهذه الأنظمة ضد الشعب، الإصطفاف الحقيقي (الذي يفسر) لماذا يقمعون ولماذا يتعاونون ولماذا يبدون احلافا بينهم ضد الشعب لظلمه وقمعه". وبين عضو المنتدى الدكتور فلاح ربيع إلى أن "التدخل السعودي جاء تحت ذريعة احتمال التدخل الخارجي وحفظ المنشآت الحيوية فجاء بسيوني في تقريره لينفي وجود أي علاقة بين الاحتجاجات بالخارج... ومع أن هذه النتيجة تجعل من بقاء هذه القوات ليس مبررا إلا أنها لا زالت باقية". |