يوسف ربيع: النظام يعيد انتاج عقلية الفتك، ووليد نويهض: البحرين فقدت وظيفتها التاريخية بتفكيك السلطة للمجتمع نظم مركز دلتا للأبحاث المعمقة لقاءا حواريا ببيروت مساء أمس الإثنين بعنوان: (ثورة البحرين التكوين الداخلي والمؤثر الجيوسيتراتيجي)،بمشاركة يوسف ربيع رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان، ووليد نويهض مدير التحرير السابق لصحيفة الوسط، وسط حضور نخبوي متنوع. وقال يوسف ربيع: "حاول النظام أن يعيد انتاج عقلية الفتك بالمطالبين بالحرية، علما بأن البحرين مجتمع صغير لا يتحمل مجازر كبيرة؛لأنها تصبح مكشوفة"، معتبرا أن "هدم دوار اللؤلؤة هو مثال مائز لعقلية الفتك الذي يذهب حتى للأحجار؛ لأنها تعيده إلى عقليته المستلطة والحقيقية". من جهته ذكر وليد نويهض بأن "اللحظة الانفجارية– 14 فبراير - التي واجهت سلطة فاشلة ومنغلقة على التنوّع السكاني للجزيرة جاءت فيوقت انفرط فيه "عقد اللؤلؤ" وتوزّعت حبّاته إلى كرات متفرّقة على المجموعات ا لأهلية؛ فانفراط العقد تاريخياً وانهياره تجارياً منذ ثلاثينات القرن الماضي احتاج إلى نحو قرن حتى يأخذ مداه الزمني ومجاله الحيوي لينفرط سياسياً ويتبعثر على بيئات مناطقية / طائفية". وأشار ربيع إلى أن "هذا التكوين (الحكم القبلي)– في إشارة لحكم عائلة آل خليفة - لم يتفاعل مع السكان الأصليين (كشركاء للوطن)، وإنما كان التعامل مبني على عقلية (التفاضل) وقائم على ذهنية (الغنيمة والاستحواذ)، أو ما يسمى بـ(تركة الغزو)، هذا التعامل أعاق بروزأحد عناصر مفهوم الدولة وهي الشعب الذي يقرر". وبين ربيع:"بالرجوع إلى الطريقة التي أدارت بها (عائلة آل خليفة) الدولة منذ دخولهم نقولأن هذه الطريقة أورثت (اشكالا طائفيا)، وبالتالي نحن نقر بوجود (اشكال طائفي)، ولكنلا توجد مطالب طائفية، والثورة ليست طائفية، كما يروج لها ماكينة الإعلام الرسمي". وأضاف ربيع: " اعتبرت عائلة آل خليفة أنهم الذين تكفلوا بالفتح، ومن شارك معها من القبائل السنية كان لهم جزء من الفتح (الغنيمة)،أو ما يسمى بتوزيع الثروة، وقد حاول الحكم الحالي ترسيخ مفهوم (الفتح) و(الفاتحين): مسجد الفاتح - شارع أحمد الفاتح – مدرسة أحمد الفاتح – جماعة الفاتح - .... تدريس أحمد الفاتح في المناهج الدراسية، والبرامج التلفزيونية، تبرز الشيخ أحمد الفاتح". وشدد نويهض على أن "تبعثر حبات عقد اللؤلؤأعطى مفعوله السياسي حين نجحت السلطة في توظيفه لفك الارتباط العفوي الذي انفجر فجأة ومن دون انتباه في يوم عيد الحب. وأدى التوظيف السياسي إلى تشكيل مواقع مضادة حاولت استقطاب مجموعات أهلية خارج الدوار(تجمع موازٍ في باحة جامع الفاتح) أخذت تتنافس على توزيع الحصص والمناصب في إطار برنامج إعادة إنتاج السلطة". وأردف: "هذا التجاذب لعب دوره في تشويش الصورة وأفسح الطريق لدخول البحرين مجدداً في المشهد الإقليمي. فهذه الجزيرة الملجأ / المحطة فقدت وظيفتها التاريخية ولم تعد كذلك منذ حين، لكنّها حافظت في حدودها الدنيا على الجزيرةالجسر (طريقا لعبور ذهاباً وإياباً) ... وهذا ماكان حين دخلت قوات درع الجزيرة البحرين من جسر الملك فهد لتوقع حبة اللؤلؤ المحمولة على أعمدة دول مجلس التعاون الست في منطقة كانت تدعى في يوم ما : الدوار". وأكد نويهض على أن "مناسبة يوم عيد الحب المتوافق في 14 فبراير/ شباط 2011 جاءت في لحظة انفجارية شهدتها المنطقة العربية (تونس، مصر،ليبيا واليمن) وهي كانت كافية لجذب أكبر شرائح من المجموعات الأهلية (جمعية الوفاق،جمعية وعد) المحتقنة للاحتشاد والتجمّع في دوار اللؤلؤة (المنامة) وإعلان العصيان علىسلطة ملكية دستورية غير قادرة على احتواء المتغيرات واستيعاب المتطلّبات". |