قالت ثلاث منظمات حقوقية بحرينية بأنَّ هنالك خطر كبير يتهدد حياة لاعب كرة القدم البحريني واللاجئ السياسي حكيم العريبي في حال تسليمه السلطات التايلندية إلى الحكومة البحرينية المتورطة بتعذيب السجناء والقتل خارج اطار القانون واستصدار أحكام الإعدام الكيدية، مشيرة إلى أنَّها تدرك خطورة تسليم لاجيء سياسي انتقد أحد أفراد الأسرة الحاكمة في البحرين.
ودعت المنظمات الحقوقية الثلاث "منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، منتدى البحرين لحقوق الإنسان، معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان" السلطات التايلندية إلى احترام القانون الدولي الذي يحظر إعادة الشخص إلى دولة عندما يكون هناك خشية على سلامته من خلال تعرضه للتعذيب، كما طالبت المنظمات الحكومة الأسترالية والأمم المتحدة في استمرار مساعيها إلى حث السلطات التايلندية على الإفراج الفوري وغير المشروط عن العريبي والسماح له بالسفر الى استراليا.
وأضافت المنظمات: في مساء ٦ ديسمبر علم حكيم العريبي بعزم السلطات التايلاندية تقديم موعد محاكمته إلى صباح اليوم التالي ٧ ديسمبر بدلاً من ١٤ ديسمبر كما تم إبلاغه مسبقاً! وقد قرر القضاء التايلاندي البدء بإجراءات ترحيله وإصدار مذكرة توقيف بحقه. وفي مساء اليوم نفسه، تم إلقاء القبض على العريبي من داخل مركز التوقيف واقتياده إلى سجن مجهول، حيث أعلن إضرابه عن الطعام احتجاجاً على القرارات الغير عادلة التي صدرت بحقه. ولفتت المنظمات إلى تورط السلطات التايلندية في ملاحقة العريبي الذي يمتلك لجوء سياسي معترف به في الأمم المتحدة، مشيرة إلى تصريح مسؤول دائرة الهجرة التايلاندية، في مقابلة مع بي بي سي بانكوك أجريت في ٥ ديسمبر، أن السلطات البحرينية كانت على علم برحلة حكيم العريبي إلى تايلاند وقد نسقت مع وزارة الخارجية التايلاندية لتوقيفه فور وصوله، وذلك بالرغم من تصريح تايلاند السابق أن اعتقال حكيم جاء على إثر إشارة حمراء من الشرطة الدولية الإنتربول. كما أشارت المنظمات إلى أنه سبق للسلطات التايلندية أن سلمت في ديسمبر 2014 معتقل الرأي علي هارون إلى البحرين رغم أن آثار التعذيب والشوزن في جسده، وقد تعرض للتعذيب الشديد بعد تسليمه للبحرين وهو مسجون حالياً! وأوضحت المنظمات بأنّ العريبي كان من أشد منتقدي رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم وهو ابن عم ملك البحرين وعضو الأسرة الحاكمة في البحرين "سلمان ابراهيم الخليفة" خلال ترشحه لرئاسة الفيفا في عام ٢٠١٦ وقد تحدث بشكل خاص إلى صحيفة نيويورك تايمز عن دور "سلمان إبراهيم آل خليفة" في تتبع لاعبي كرة القدم الذين شاركوا في المظاهرات وتعذيبهم، موضحة بأنَّ انتقاد أعضاء العائلة الحاكمة بصورة مباشرة يعتبر من الخطوط الحمراء في البحرين مما يزيد من خطر الانتقام من العريبي في حال وقع في القبض عليه من قبل السلطات الأمنية في البحرين. وأردفت: إنَّ حكيم العربي (٢٥عاما) تعرض لمحاكمة غير عادلة في البحرين؛ حيث حكم عليه بالسجن 10 سنوات غيابياً في عام 2014؛ وذلك على الرغم من أنَّ محامي الدفاع عن العريبي قدم اثباتات للمحكمة بأنَّ العريبي كان يمثّل البحرين أثناء مباراة لكرة القدم بين البحرين وقطر، تم نقلها على الهواء مباشرة في وقت حدوث الحادثة التي اتهم في المشاركة فيها وهي تخريب احدى مراكز الشرطة المزعومة التي اتهم فيها؛ علماً بأن القضاء البحريني لديه سجل سيء في اصدار الأحكام الكيدية على خلفية تُهم تتعلق بحرية التعبير عن الرأي وبعد اعترافات انتزعت تحت وطأة التعذيب. وأوضحت المنظمات: لقد استطاع العريبي الوصول إلى أستراليا في عام ٢٠١٥ وحصل على صفة لاجئ سياسي في عام ٢٠١٧ وأثناء سفره باستخدام وثيقة الأمم المتحدة "وثيقة سفر تمنح لحاملي صفة اللجوء" ألقت السلطات التايلندية القبض عليه في مطار "سوفارنا بومي" الدولي في بانكوك يوم الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨ بناء على إخطار من الإنتربول صدر بناء على طلب من السلطات البحرينية. وتابعت المنظمات: استطاع حكيم العريبي من داخل زنزانته في المطار إجراء مداخلة مصورة مع قناة تلفزيونية في أستراليا إضافة الى عدد من وكالات الأنباء قال فيها " أخشى أن يتم ترحيلي للبحرين حيث إنه أمر خطير جداً؛ ففي البحرين يمكن أن يقتلوني" وقالت زوجة حكيم العريبي إنها كانت تشعر بالارتياح عندما أعطته أستراليا صفة الحماية واللجوء السياسي لكنها تشعر اليوم بالقلق من خطر الموت في حال تم ترحيل زوجها للبحرين في أي لحظة. ووجه العريبي رسالة مصورة عبر هاتف إلى السلطات الأسترالية من الزنزانة التي يقبع بها في تايلند كي تتدخل لدى بانكوك لمنع ترحيله الى البحرين. |