محامية حقوق الإنسان الأمريكية آبي جولز: مسار نبيل رجب ونلسون مانديلا مشترك
مرآة البحرين (خاص): كان حضور هذه السيدة المتحمسة جدًّا لافتًا.هي مؤيدة لثورة البحرين ومُطالبة بوقف انتهاكات حقوق الإنسان . إنها المحامية الأمريكية آبي جولز Abbe Jolles، المختصة بحقوق الإنسان، والقادمة من واشنطن، لديها تاريخ حافل بالنضالات الحقوقية عدة أبرزها محكمة رواندا. التقتها مرآة البحرين في فعاليات المؤتمر الدولي الثالث: "البحرين: الانتهاكات المستمرة والإفلات من العقاب" والذي نظّمه منتدى البحرين لحقوق الإنسان بالتعاون مع مرصد البحرين لحقوق الإنسان، وأجرت معها هذا اللقاء.
مرآة البحرين: هل يمكن لنا محاكمة انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين في المحكمة الجنائية الدولية ICC؟
آبي جولز: هذا ما يفترض بي الكلام عنه في المؤتمر. في الواقع، المحكمة الجنائية الدوليةICC مختصة بالملاحقة الجنائية أولًا وثانيًا، لعدة أسباب، لن تكون مفيدة في ظل الظروف الراهنة. الطريقة التي تصل بها إلى المحكمة الجنائية الدولية تكون إما عبر التوقيع على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية المعتمد في روما في 17تموز/ يوليو1998 The Rome statute، وهو مستند وافقت عليه عدة دول حول العالم، وممثلو هذه الدول يشكلون ما يدعى الجمعية العامة للدول الأطرافASP، لكنه يسبب إشكاليات لأن من وضعوه ليسوا مشرعين أو محامين لكنهم ديبلوماسيون، وللديبلوماسيين أدوارهم بالطبع لكنهم ليسوا محامين.
وهناك طريقتان للوصول إلى المحكمة الجنائية الدولية، إما عبر توقيع هذا النظام وبالتالي يمكنهم إجبار الحكومة على هذا الأمر كونهم وافقوا عليه، وإما عبر قرار من مجلس الأمن الدولي، لكننا نعلم من هم أعضاء مجلس الأمن، وبالتالي من الصعب الحصول عليه لأسباب سياسية جدًا وغيرها من الأسباب.
المرآة: ما هي أبرز العوائق التي نواجهها؟
آبي جولز: البحرين وقعت على معاهدة روما لكنها لم تصدق عليها، في كل الأحوال هم في أمان حتى لو كانوا قد فعلوا ذلك، لأن الولايات المتحدة لن تلاحقهم في المحكمة الجنائية الدولية، ولكن يجب أن تتغير الأمور. وفي حال حصل ذلك، أي في حال صدقت البحرين على معاهدة روما، سيكون هناك مشاكل. هناك بند تمّ وضعه في نظام روما الأساسي ينص على أن الحالة الوحيدة التي يتم فيها جلب قضية ما إلى المحكمة الجنائية الدولية ICC هي عندما تكون الولاية القضائية الوطنية لا تريد تفعيل قضية ما أو غير قادرة على ذلك. المثل الجيد على ذلك هو ليبيا التي وقعت على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وصدقت عليه، وأرادت المحكمة الجنائية الدولية محاكمة سيف الإسلام القذافي، لكن ليبيا لم ترد ذلك معللة ذلك بأنها قادرة على حل المسألة في محاكمها الوطنية وهي تريد ذلك وتستطيع فعل ذلك. وتتذكرون جيدًا مجيء سوزان رايس إلى ليبيا وتصريحها بأن النظام القضائي في ليبيا ممتاز وبأنهم يستطيعون إجراء هذه المحاكمة في بلادهم.
المرآة: إذًا، تداخلت السياسة مع النظام القضائي. هل سيحصل هذا في حالة البحرين؟
آبي جولز: تتداخل السياسة دائمًا مع النظام القضائي، وهذا خطر جدًا. لا أستطيع الجزم حول ما سيحصل في البحرين لكني أعتقد أننا في حالة البحرين لا نستطيع الوصول إلى المحكمة الجنائية الدولية ICC، وحتى لو فعلنا ذلك، هناك الكثير من المسائل العالقة قبل الوصول إليها. وبالتالي، لا تشكل المحكمة الجنائية الدولية ICC خيارًا، علينا بالتالي التفتيش عن الخيارات المُتاحة: علينا دائمًا إعلام مجلس الأمن بانتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة في البحرين، وأذكر هنا أنه يجب إخضاع مرتكبي هذه الانتهاكات لسيادة قوانين حقوق الإنسان.
المرآة: ما هو الخيار القضائي المتاح بالنسبة للبحرين؟
آبي جولز: لا يوجد حل سحري. أقتبس من كلام زينب الخواجة: كانت محاكمتها غير عادلة وقد لا نستطيع رؤيتها مجددًا في حياتنا. أنا عادة أكثر تفاؤلًا فينا يتعلق بأمر البحرين. هناك الكثير من .الضغط الذي يُمارس على الشعب البحريني. وهناك الكثير من النقاط المشتركة مع جنوب أفريقيا . يمكنك قراءة كتاب نلسون مانديلا "رحلتي الطويلة من أجل الحرية"، أتذكر كونه أمضى 26 سنة من حياته في السجن، نضال نبيل رجب مشابه لنضاله: فنبيل رجب متألق ولديه كاريزما. يستطيعون سجنه كما فعلوا مع مانديلا لكنهم لا يستطيعون انتزاع تلك الميزات منه. لقد احتجزوا مانديلا لكنهم اكتشفوا أنه يستطيع التواصل مع الناس والوصول إليهم بسهولة، وكذلك يفعل نبيل رجب.
المرآة: هل من كلمة أخيرة توجهينها لشعب البحرين؟
آبي جولز: مما قرأته وسمعته عن البحرين، إنهم يرزحون تحت وطأة حكم العائلة المالكة. عليهم الحصول على الدعم الدولي والعالمي. تفاجأت كثيرًا بعدد الأشخاص الذين لا يعلمون شيئًا عما يجري هناك. حتى أنا شخصيًا رغم عملي في مجال حقوق الإنسان في دول مختلفة، لم أكن أعرف شيئًا عنهم في بادئ الأمر. للأسف، انتهاكات حقوق الإنسان هي ذاتها في جميع أنحاء العالم سواء كنا نتكلم عن العائلة المالكة في البحرين أو عن الكونغو أو عن هتلر أو عن إسرائيل، ولا عذر أبدًا لذلك. |