ورقة عمل
مقدمة من جانب أولي دامكيا، مراسل دولي في صحيفة برلينسك اليومية، كوبنهاغن، الدانمارك- في المؤتمر الدولي : "دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" لبنان - بيروت، الأربعاء والخميس، 12 \ 13 كانون الاول \ديسمبر 2012
كوني صحفيا طلب مني المنظمين لهذا المؤتمر إعداد ورقة عمل مع التركيز على دور وسائل الإعلام الغربية تجاه البحرين. واسمحوا لي أن أبدأ بالاستنتاج: يوجد خلاف حول دور وسائل الإعلام (الغربية) اتجاه التطورات في البحرين منذ مطلع عام 2011. وفي الكثير من الأحيان عندما تتعامل مع تغطية وسائل الإعلام. بعض الناس ينتقدون التغطية الإعلامية حول البحرين لكونها قليلة جدا. هؤلاء الناس يقولون أن الصحف ومواقعها على شبكة الإنترنت، وقنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة قد خذلت الشعب في البحرين الذي يناضل من أجل التغيير. حتى أن عدد قليل يدعي أن هذه مؤامرة. والسبب في أن وسائل الاعلام الغربية متساهلة مع النظام في المنامة، هو أن هذا هو ما تفضله الحكومات الغربية. أنا لا أحب التعميم: ولكن هذا التفسير هو هراء. قد يكون هناك بعض وسائل الاعلام الغربية أكثر ودية تجاه حكوماتها من غيرها - في بعض الحالات. ولكن البحرين ليست مثالا على ذلك. بالاضافة الى أن تركيز التطورات في البحرين على مدى السنتين الماضيتين تقريبا كان حول حرية التعبير والحق في انتقاد الحكومة ، وهذا شريان الحياة في وسائل الإعلام. ثم من ناحية أخرى لديك اناس ينتقدون وسائل الإعلام الغربية لكونها غير حاسمة كثيرا عندما يتعلق الأمر بالمعارضة في البحرين - أساليبها وأهدافها. من بين أمور أخرى هذه الحجة نابعة من السياسيين الغربيين والجماعات التي تنتقد الإسلام وحججهم هي : هل نحن على يقين من أن هؤلاء الناس الذين يتظاهرون في الشوارع في المنامة - أو على الأقل الناس الذين هم وراء الاحتجاج - لا يناضلون من أجل دولة إسلامية محافظة في البحرين؟ وهل نحن على يقين أنه ليس النظام في طهران من يقف وراء المظاهرات؟ ولكن ليس هذا التشيكك فقط الذي يسمع في العالم الغربي. جهاد الخازن، رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط التي تقدم نفسها على أنها صحيفة دولية عربية رائدة وأنها الصحيفة القومية العربية اليومية الاولى في العالم، هي واحدة من الأصوات المشكوك فيه خارج الغرب. وسائل الإعلام الغربية، وتحديدا الصحف البريطانية والأمريكية التي أقرأها كل يوم، ارتكبت أخطاء كبيرة في التعامل مع الحوادث في البحرين، قال جهاد الخازن في وقت سابق هذا العام في رسالة نشرت في وسائل إعلام عربية عديدة. وهنا مقتطف من افتتاحيته: كنت اقول دائما ان المعارضة في البحرين لديها مطالب مشروعة، وأكرر ذلك مرة أخرى اليوم. وعلى الرغم من حقيقة أن ليس كل مطالب المعارضة مشروعة في الواقع، اخترت أن أقول أنها كلها كذلك، لتجنب مزيد من النقاش. إذا كان القارئ يريد أن يعرف أكثر من ذلك، أقول أن من حق كل مواطن أن يردد "يسقط النظام" ، وإذا تظاهر أغلبية كافية لهذه المطلب، ثم يصبح من حق المواطن على هذا النظام أن يسقط . ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام الغربية تعتقد أن المعارضة البحرينية تريد أن تستبدل النظام الملكي بديمقراطية برلمانية تعددية، وهذا خطأ صارخ وواضح، إلا لأولئك الذين يريدون أن يغمضوا أعينهم. وأن قيادة المعارضة من مجموعة الوفاق، مثل علي سلمان أو " المرشد الأعلى " عيسى قاسم ، يريدان اقامة حكومة دينية شيعية على غرار ولاية-الفقيه ( حكم رجال الدين ) التي تمنع الطوائف والأعراق الأخرى حقوقهم ، والتي تضع مرشد أعلى مثل الذي في قم ليحكم ويسرق من الناس حرياتهم الشخصية على أساس المفاهيم الطائفية الضيقة، المفاهيم التي تعكس عقلية الأقلية داخل أقلية المسلمين في العالم. الحالة الدنماركية تفسير احتجاجات البحرين هذا المعادي لإيران والشيعة يساعد على فهم لماذا - بعد كل شيء - وحشية النظام في المنامة قد تم تظليله في معظم الأوقات بأحداث أخرى في وسائل الإعلام الغربية: إن الحكومات الغربية مترددة في دعم التغيير في بلدان الخليج الغنية بالنفط. يبدو أنها تفضل الوضع الراهن وإذا كان لدى الحكومات الغربية اراء سيئة حول هجران الرغبة في التغيير وسط الشعب البحريني فيمكنهم أن يشيروا إلى الخوف من النفوذ الإيراني. وبعبارة أخرى: الأحداث في البحرين ينظر اليها على انها مهمة بالنسبة لوسائل الإعلام الغربية، ولكن يتم وضع علامة على التغطية بسبب عدم وجود سياسيين يتوقون الى دعم هذه القضية. ومع ذلك، الدنمارك إلى حد ما هي استثناء. وبالمقارنة بالدول الأخرى فإن وسائل الاعلام الدنماركية تعرض أخبار مهمة عن البحرين منذ بدأت الاحتجاجات في أوائل عام 2011. وهذا يرجع إلى حقيقة، أن عبد الهادي الخواجة ،الرمز الكبير للمظاهرات ، يحمل الجنسية الدنماركية. منذ إلقاء القبض عليه في الأيام الأولى للانتفاضة السلمية كان هناك ما يقرب من 24،000 مقال حول البحرين - الصغيرة منها والكبيرة - في مختلف وسائل الإعلام الدنماركية المطبوعة. كل هذه المواد ليست فريدة - فبعضها قصص كتبتها وكالات الأنباء ثم نشرت في الصحف الوطنية والإقليمية. ولكن التغطية كانت مذهلة للغاية، والصحف الوطنية الكبيرة - على سبيل المثال صحيفة برلينسك اليومية، حيث أعمل - لديها صحفيين فقط لمتابعة الأحداث في هذا البلد الصغير والبعيد جدا،، الذي لم يكن معروفا تقريبا لمعظم الدنماركيين. ولكن على الرغم من أن عبد الهادي الخواجة كان - ولا يزال - هو السبب الرئيسي لتغطية وسائل الاعلام الدنمركية هناك أحد آخر. وهي ملكتنا. كان هناك الكثير من المقالات حول زيارة الملكة إلى البحرين قبل أسابيع فقط من بدء التظاهرات في دوار اللؤلؤة في المنامة. وكان هناك انتقادا كبيرا - أيضا من السياسيين - لأن الملكة الدنماركية خلال زيارتها كرمت الملك حمد بن عيسى آل خليفة . وعلاوة على ذلك فإن التغطية في الدنمارك كانت تتغذى من صوت ابنة الخواجة، مريم، التي تعيش في الدنمارك، ورغبة وزير خارجيتنا الحديث إلى الصحافة حول جهوده للتوصل الى الافراج عن عبد الهادي الخواجة. ولكن على الرغم من كل هذه الجهود من وزارة الخارجية الدنماركية انطباعي كصحفي يغطي الحالة هو أن دعم الحكومة الدنماركية من شركائها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كانت نوعا ما نصف مشجعة. خاصة بعد أن قرر الخواجة في أواخر ايار \ مايو التخلي عن إضرابه عن الطعام. أنا آسف لذلك : ولكن نفس الشيء حدث مع التغطية الإعلامية - ايضا في الدنمارك. فعندما استأنف الخواجة الأكل من جديد انخفض عدد المقالات حول البحرين . آمل أن تكون هذه معلومات مفيدة عن البحرين في وسائل الاعلام الغربية. شكرا لكم، أولي دامكيا
|