حملة أممية للقضاء على ظاهرة «عديمي الجنسية»...كريمي: أغمضت عيني بحرينياً فصحوت بلا هوية
أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أمس الأول الثلثاء (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) حملة «أنا أنتمي» والتي تهدف إلى وضع حدٍّ لمشكلة «عديمي الجنسية» في غضون عشرة أعوام، معتبرةً انعدام الجنسية «مشكلة ناشئة عن فراغ قانوني خطير لملايين الأشخاص حول العالم الذين لا يحملون أية جنسية ولا يتمتعون بحقوق الإنسان الناشئة عنها».
وفي البحرين، إلى جانب الـ 18 معتقلاً الذين أسقطت جنسياتهم البحرينية بقرار قضائي لاتهامهم في قضايا أمنية، لا يزال هناك 31 بحرينياً ممن أسقطت جنسياتهم البحرينية قبل عامين بالضبط (6 نوفمبر 2012)، ومن بين مجموعة الـ 31 تبرز رواية المحامي تيمور كريمي لتلخص سيرة المعاناة التي يعيشها هؤلاء.
تيمور (من مواليد عام 1957)، أغمض عينيه في (6 نوفمبر 2012) بحرينياً، لكن عياله أيقظوه في وقتٍ متأخرٍ من اليوم ذاته، ليكتشف أنه صار «عديم الجنسية»، إثر قرارٍ أصدرته وزارة الداخلية بتجريده مع 30 آخرين من جنسيتهم البحرينية.
نشرت رسالة مفتوحة تحشد للحصول على 10 ملايين توقيع مساند
«أنا أنتمي» حملة أممية للقضاء على ظاهرة «عديمي الجنسية» خلال عشر سنوات
الوسط- محمود الجزيري
أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين يوم الثلثاء الماضي (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) حملة «أنا أنتمي» والتي تهدف إلى وضع حدٍّ لمشكلة «عديمي الجنسية» في غضون عشرة أعوام، معتبرةً انعدام الجنسية «مشكلة ناشئة عن فراغ قانوني خطير لملايين الأشخاص حول العالم الذين لا يحملون أية جنسية ولا يتمتعون بحقوق الإنسان الناشئة عنها».
وذكرت المفوضية أن هناك 27 دولةً في الوقت الراهن لا تعترف بحق المرأة في منح الجنسية لأطفالها على قدم المساواة مع الرجل؛ وهو وضع قد يجعل انعدام الجنسية متوارثاً على مدى أجيال.
وأشارت إلى أن الحرب أجبرت في كل من جمهورية إفريقيا الوسطى وسورية على سبيل المثال أجبرت ملايين الأشخاص على النزوح داخلياً أو على اللجوء إلى بلدان أخرى، مبيِّنةً أن عشرات الآلاف من الأطفال اللاجئين ولدوا في المنفى.
إلى ذلك، نشرت وكالة الأمم المتحدة للاجئين رسالة مفتوحة قالت إنها بحاجة إلى 10 ملايين توقيع من مختلف أنحاء العالم، وذلك من أجل «إنهاء حالات انعدام الجنسية» خلال السنوات العشر المقبلة.
وفي الرسالة التي حملت تواقيع شخصيات دولية مهمة، منها: المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة زيد رعد الحسين، والمفوض السامي لشئون اللاجئين للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب خوان منديز، قال الموقعون: «إن السبب الرئيسي لحرمان الناس من جنسياتهم هو التمييز العرقي أو الديني، ففي بعض البلدان لا تستطيع المرأة إكساب الجنسية لأطفالها»، مؤكدين نحن نعتقد أن الوقت قد حان لوضع حد لهذا الظلم؛ فمع ما يكفي من الشجاعة نحن نعلم أنه من الممكن للحكومات أن تغيّر من قوانينها وإجراءاتها، وإعطاء الناس عديمي الجنسية حق الانتماء.
وذكروا أنه في جميع أنحاء العالم اليوم يوجد أكثر من 10 ملايين شخص لا ينتمون إلى أي مكان، منوِّهين إلى أنه خلال عشر سنوات قادمة يجب أن تضمن لكل فرد جنسية، لأن هذا الظلم من الممكن أن يزداد سوءاً.
وبيَّن الموقعون أن ما يطلق عليهم «عديمي الجنسية»، هم محرومون من الجنسية ومن حقوقهم الأساسية. انعدام الجنسية يمكن أن تعني الحياة من دون التعليم، ودون رعاية طبية، أو العمل القانوني، ودون القدرة على التحرك بحرية أو التحلي بالأمل، لافتين إلى أنه «يولد طفل بلا جنسية كل عشر دقائق».
وأكدوا «نحن مستعدون لإسماع أصواتنا، ونحن نعتقد أنه إذا ما أخذنا موقفاً؛ فإن البعض الآخر سينضم إلينا. هذا هو السبب في إطلاق حملتنا للقضاء على انعدام الجنسية في عشر سنوات».
وختم الموقعون رسالتهم بالقول: «قبل ستين عاماً اتفق العالم لحماية عديمي الجنسية، الآن حان الوقت لوضع حد لانعدام الجنسية نفسها».
يذكر أنه وصل عدد الدول المنضمة إلى اتفاقيتي انعدام الجنسية لـ 144 دولةً.
ويصادف العام 2014 الذكرى الستين لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1954 المتعلّقة بوضع الأشخاص عديمي الجنسية والتي أرست بجانب اتفاقية عام 1961 بشأن خفض حالات انعدام الجنسية، الأسس القانونية الدولية لإنهاء انعدام الجنسية.
أغمضت عيني بحرينياً فصحوت بلا هوية
من مجموعة الـ31 المسقطة جنسياتهم بقرار من وزارة الداخلية في العام 2012، تبرز رواية المحامي تيمور كريمي لتلخص سيرة المعاناة التي يعيشها هؤلاء، و»كأنهم غرباء على أرض الوطن».
تيمور ( من مواليد عام 1957)، أغمض عينيه في (6 نوفمبر، تشرين الثاني 2012) بحرينياً، لكن «عياله أيقظوه في وقتٍ متأخرٍ من ذات اليوم، ليكتشف أنه صار «عديم الجنسية»، إثر قرارٍ أصدرته وزارة الداخلية بتجريده مع 30 آخرين من جنسيتهم البحرينية».
«الوسط» التقت تيمور في منزله الكائن بـ»فريج كريمي» في جزيرة المحرق أمس(الأربعاء) بعد أن مضى عامان تماماً على تجريده من جنسيته، فقال: «ولدت ولم أبصر سوى البحرين موطناً لي ولأبي وجدي. أبي مولود ومدفون في البحرين ويحمل الجواز البحريني منذ العام 1907م، وهكذا كنت أنا منذ لحظة الولادة بحرينياً حتى مضت 50 سنة من عمري قررت وزارة الداخلية سحب جنسيتي البحرينية بدون سبب».
وذكر «بعد تجريدي من الجنسية، تعرضت لكثير من المتاعب كان أبرزها فقداني لعملي الذي كان مصدر دخلي؛ فكما هو معلوم للجميع أنني اشتغل في المحاماة، لكن بعد 6 أيام من قرار سحب الجنسية، صدر بحقي قرار آخر من وزارة العدل يقضي بسحب رخصة المحاماة ومنعي من الاشتغال فيها. أي بمعنى آخر حرماني من العمل»، مشيراً إلى أن «ذلك أدى إلى عجزي عن أداء الكثير من الإلتزامات التي كانت على عاتقي، وكان أهمها علاج زوجتي المريضة، والقروض، وأقساط مدارس الأولاد، وأجبرت على إخراج ابنتي من المدرسة الخاصة إلى أخرى حكومية بعد أن تعذر علي سداد الرسوم».
يتابع كريمي «ليس هذا فحسب؛ امتد الضرر حتى على الصعيد الاجتماعي؛ فكثير من المعارف والأصدقاء ابتعدوا عني خوفاً من أن يطالهم أي استهداف، بعض المجتمع المحيط ينظر إليك وكأنك مخرب ولا يتعفف من التلميح والتصريح ضدك، أولادي كذلك لم يسلموا من التعيير في المدارس والنبز لهم بأن أبيهم لا جنسية له».
وأردف «المشكلة ليست في سحب الجواز فقط، كذلك تم سحب البطاقة الذكية، وبالتالي هنالك صعوبة وأحياناً عدم قدرة على أداء حتى الإجراءات العادية كتلقي العلاج أو إتمام إجراءات «الحوالة». قبل مدة لم أتمكن من تحويل أموال لأحد أولادي يدرس في الخارج لأن لا بطاقة ولاقيد لي».
وبشأن طلب تصحيح أوضاعهم وتحويلهم على نظام الكفيل، أوضح كريمي «عندما تم استدعاؤنا وطلبوا منا تصحيح أوضاعنا. أبلغتهم نحن مستعدون لذلك لكن فقط أرشدونا على الطريقة التي تريدونها. تمنع المسئول كثيراً قبل أن يجيب أبحثوا لكم عن كفيل. فرددت عليه: نحن مستعدون أيضاً، لكن الكفيل يحتاج إلى سند إقامة أو وثيقة رسمية لمن سيكفله ونحن حتى ورقة إقامة ليست لدينا! فسكت وأجبرنا على توقيع تعهد بتصحيح أوضاعنا وفقط».
بحق تيمور و10 آخرين من رفاق القضية، صدر مؤخراً حكماً ابتدائياً يقضي بترحيلهم من البلاد لمخالفتهم شروط الإقامة، علَّق تيمور «أنا مستغرب إلى أين سيرحّلونا، وأي دولة يمكن أن تستقبل أناس لا جواز لهم ولا وثيقة. بحسب القانون نحن لا يمكن معاملتنا كأجانب، لأن الأجنبي هو تابع لإحدى الدول، بينما نحن الدولة أسقطت جنسياتنا الوحيدة فصرنا عديمي الجنسية وليس أجانب |