اعتقال مواطن وزوجته وتعذيبهما للاعتراف بـ"حيازة أسلحة"
مرآة البحرين (خاص): أفادت عائلة عبد الجليل محمد عبد الله صالح (55 عاما) بأن ابنه محمد (24 عاما) اعتقل يوم الجمعة 14 مارس/آذار الحالي من مطار البحرين الدولي.
وأفاد والده بأنه بعد اعتقال عدد من أصدقاء إبنه قالوا له بأن اسمه ورد خلال التحقيق معهم، مشيرا إلى أنه بعد يومين من اعتقال ابنه تمت مداهمة منزله من قبل مدنيين تابعين لوزارة الداخلية مدعومين بمرتزقة النظام وتم تفتيش المنزل. ونقل الوالد عن إبنه تأكيده بأنه تعرض للتعذيب كما تمت تعريته من ملابس في مبنى "التحقيقات الجنائية" لانتزاع الاعترافات منه وأُجبر على التوقيع عليها.
وذكر أن مدنيين ملثمين داهموا فجر يوم الخميس 20مارس/آذار شقة شقيقته زهراء عبد الجليل محمد (20 عاما)، حيث أكدت أنها سمعت ضربا على باب العمارة الرئيسي فقام زوجها السيد عبد الله حمزه العرادي (26 عاما) بفتح الباب، ففجأه الملثمون وقيدوه وأخذوه إلى الشقة حيث كانت زوجته التي سألتهم عن سبب تقييده فقال لها أحدهم: "أين السلاح الذي لديكم؟"، فأجابت بأننه "ليس لدي سلاح"، فقال لها: "أين السلاح الذي وضعه محمد أخيك لديكم؟".
وفتّش الملثمون المنزل وعبثوا بمحتوياتهم، ثم أمر الضابط باعتقال زهراء وأخذها إلى المركز، فقالت له "لدي طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها ثلاث شهور"، فأجابها بالقول: دعيها في الشارع"، فطلبت منه السماح لها بأن تتصل بوالديها لأخذ الطفلة فرفض، ولكن أحد الملثمين سمح لها بالاتصال بوالديها لأخذ الطفلة.
ووصل والدا زهراء إلى الشقة ودخلت والدتها التي رأت زهراء وسقطت مغشياً عليها، ولم يبالِ الملثمون فأمروها بالتحرك وترك والدتها ولكنها رفضت وقالت لهم بأن والدتها تعاني من الضغط وتحتاج إلى بعض الأملاح فسمحوا لها بأن تأتي ببعض الأملاح لها، وما أن أفاقت والدتها حتى تم تصميد عينيها وتقييد يديها من قبل الشرطة النسائية وأخذها في إحدى السيارات إلى مركز البديع.
ويقول والد زهراء أنه تقدم إلى المركز ببلاغ يفيد باقتحام شقة ابنته وأخذها مع زوجها من قبل مدنيين وعسكريين ولا يعرف مكانها، وأثناء خروجه من المركز قال له أحدهم "نريدك في غرفة التحقيق"، وبعد أن دخل الغرفة تم التحقيق معه وسؤاله عن مكان وجود الأسلحه فقال لهم بأنه لا يملك أسلحة، بعدها دخل عليه الملازم أول حسام حميد حبيب أحمد حسن وقام بالاستهزاء به وشتمه وهدده بالضرب وحاول مراراً الاعتداء عليه وإحباره على الاعتراف بأنه يمتلك سلاح. وبعدها، تم جلب زوج ابنته سيد عبد الله العرادي لوضعه والوالد وجها لوجه وأجبروه على عدم النظر اليه وسله المحققون عن مكان السلاح، فأكد لهم أنه، فقال لهم بأنه عند والد زوجتي.
ويضيف عبد الجليل محمد بأنه لاحظ أن صوت زوج ابنته متعب من جراء التعذيب الذي لاقاه حتى يعترف بحيازته للسلاح، وأكد أن السلاح موجود "في إحدى الصناديق" في بيت والد زوجته. ونقل والد زهراء في سيارة الداخلية إلى المنزل وتم تفتيشه والصندوق الذي دلهم عليه العرادي لكنهم لم يعثروا على شيء، وتمت مصادرة هاتف عبد الجليل محمد وطلبوا من محمود عبد الجليل، شقيق زهراء، بأن يحضر والدته إلى مركز البديع، وفور وصولها إلى المركز تم إدخالها غرفة التحقيق وتم التحقيق معها بشأن وجود سلاح لديهم في المنزل ولكنها انكرت التهمة الموجهة إلى العائلة.
وخلال توجه القوات إلى المنزل كانت زهراء تعاني المهانات والتعذيب النفسي من قبل شرطية تدعى "حسناء" إضافة إلى الملازم أول حسام حميد حبيب أحمد حسن، وتهديدها بتعريتها واغتصابها إذا لم تعترف بحيازتها السلاح، كما قام الملازم حسام بلمس اماكن العفة لها وهددها بإدخال شخص باكستاني الجنسية ليقوم باغتصابها، وهي بدورها قامت بالاعتداء على نفسها مما احدث خدوش لها في الوجه. وتقول: "من شدة انفعالي قمت بإيذاء وجهي".
وتعمد المحققون إسماعها صوت زوجها يصرخ من شدة التعذيب وإسماعها صوته وهو يقول لها "اعترفي فأنا اعترفت عن وجود السلاح لدينا ونحن سلمناه إلى والدك"، كما قال لها الملازم حسام" "إذا لم تعترفي سأقدم على الاعتداء على زوجك باستخدام الصعق الكهربائي ولكنها لم تعترف".
ثم نقل أفراد العائلة الكعتقلون إلى مقر النيابة العامة حيث تم التحقيق معهم بوجود المحامي عبد علي العصفور ووكيل النيابة حمد القلاف، حيث تم التحقيق معهم عن وجود السلاح وتسجيل إفاداتهم عن الانتهاك التي حصلت لهم في مركز البديع، وعن العبث بمحتويات منزلهم من قبل منتسبي وزارة الداخلية. وأخل النيابة العامة سبيلهم عدا العرادي الذي أوقف أسبوعا على ذمة التحقيق، عرض مجددا بعدها على النيابة العامة التي مددت توقيفه لمدة 15 يوما بتهمة "حيازة أسلحة".
وأفاد المحامي عبد علي العصفور بأن موكله العرادي تعرض للتعذيب لانتزاع الاعترافات وآثار التعذيب ما زالت واضحة على جسده، مؤكدا أنه رفع خطاب إلى "وحدة التحقيق الخاصة" المعنية بشؤون التعذيب للنظر في قضية موكله. |