البحرين: أحمد الفردان تهمته الكاميرا
("السفير") "كان يجمع مصروفه فلساً فلساً، ويدخر من كل الأموال التي يحصل عليها من عمل هنا وعمل هناك، كي يشتري آلة التصوير التي يحلم بأن يحملها، واستطاع القيام بذلك وهو لا يزال طالباً، ثم عندما بدأ بالعمل إلى جانب دراسته الجامعية بدأ في شراء آلات تصوير أخرى وعدسات ليكمل عدته بالكامل".
هذا ما قاله لـ"السفير"، جابر الفردان، والد المصور الصحافي أحمد الفردان، الذي اعتقلته السلطات البحرينية فجر السادس والعشرين من كانون الأول الماضي، لتعود وتفرج عنه الأسبوع الماضي.
وكان جابر الفردان عبّر عن قلقه على مصير ابنه الذي اختفى لمدة أسبوع، قبل أن يظهر في سجن الحوض الجاف، حيث وجّهت له تهمة محاولة المشاركة في تظاهرة غير مرخصة. أحاطت بمنزله الذي تسكنه العائلة الصغيرة في منطقة أبوصيبع غربي العاصمة المنامة، ما يقارب 16 سيارة شرطة يوم الاعتقال، ودخل المنزل عشرة من رجال الشرطة المدنيين الملثمين، ليقتحموا غرفة أحمد بينما كان نائماً، وبدأوا في تفتيش الغرفة والسؤال عن كل محتوياتها، بما فيها صور زملائه المصورين والصحافيين المعتقلين الذين يحتفظ لهم بصور في غرفته إلى جانب علم البحرين الذي يكسو أحد جدران الغرفة، بحسب ما وصف جابر.
وأضاف أنهم "أخذوا كل شيء، الصور، الكومبيوتر الشخصي، وكان ابني أحمد متأثراً جداً عندما أخذوا كاميراته التي اشتراها بعرق جبينه، وادخر من أمواله لسنوات ليشتريها". وفي تلك الليلة اعتقل أحمد الفردان، لتختفي أخباره إلا من اتصال في اليوم ذاته لوالدته لمدة 15 ثانية، يخبرها فيه أنه بخير.
وتقول عائلة أحمد لـ"السفير، إن ابنها تعرض خلال اعتقاله للضرب المبرح في مبنى التحقيقات الجنائية الذي مكث فيه أياماً عدة، قبل أن يتمّ تحويله إلى العيادة في مقر وزارة الداخلية (القلعة) بعدما أُغمي عليه. وبيّنت صور الأشعة السينية أنه يعاني جراء كسر في ضلعين. أحمد، مصور صحافي يصور التظاهرات التي تشهدها البلاد بين الفينة والأخرى، كما يصور المناسبات الدينية، والأحداث الرياضية التي تقام على أرض البحرين.
يعمل الفردان لمصلحة وكالة "ديموتكس" ووكالة "نُر فوتو"، كما أنه حائز 105 جوائز دولية في مسابقات التصوير التابعة لـ"الاتحاد الدولي لفن التصوير" و"الجمعية الأميركية للتصوير"، بالإضافة إلى المركز الثاني في مسابقة "آيفكس" الدولية لفضح حالات الإفلات من العقاب كجزء من فعاليات "اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب"، والمركز الأول في منظمة "فرونت لاين".
وكانت "لجنة حماية الصحافيين" طالبت السلطات البحرينية بالإفراج الفوري عن الفردان، حيث قال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في اللجنة شريف منصور، إنه "بالرغم من تأكيداتها الشفوية على أهمية العمل الصحافي، إلا ان الحكومة البحرينية مستمرة في محاولة قمع أي مصدر للمعلومات لا يتفق مع روايتها الرسمية باعتقال أحمد".
ورصدت اللجنة أيضاً، في تقريرها السنوي لإحصاء الصحافيين المسجونين في جميع أنحاء العالم، ثلاثة من الصحافيين البحرينيين وهم أحمد حميدان وحسين حبيل وعبد الجليل السنكيس. والجدير بالذكر، أنها ليست المرة الأولى التي يُعتقل فيها الفردان، فقد اعتقل في آب الماضي، من قبل عناصر شرطة بلباس مدني، طلبوا منه العمل معهم كمخبر على المتظاهرين والمصورين والصحافيين وهددوه بالسلاح عندما أخذوه معهم في سيارة مدنية، وضربوه قبل أن يرموه في الشارع، بحسب ما روى الفردان نفسه حينها. |