جريدة السفير: إبراهيم المقداد.. أصغر سجين بحريني مدان بـ«الإرهاب»
جريدة السفير: احتفل إبراهيم المقداد بإكمال ربيعه السادس عشر وهو خلف القضبان، محكوم بالسجن لمدة 10 سنوات، بتهمة الشروع بالقتل العمد، وإشعال الحريق، وتعريض حياة الناس إلى الخطر والتعدي على موظف عام، والاشتراك في تجمهر الغرض منه الإخلال بالأمن العام.
والده، أحمد رضي المقداد يروي قصة ابنه قائلاً «شهدت المنطقة مناوشات في الـ23 من شهر تموز العام 2012، واختفى ليلتها إبراهيم، وبلغنا أنه تم اعتقاله من قبل قوات الأمن، وأخذ إلى إحدى المزارع القريبة، حيث سُمع صوت صراخه مستنجداً».
وأضاف «بحثنا عنه في مراكز الشرطة والمستشفيات فلم نجده، لمدة 48 ساعة، وكانت حالتنا يرثى لها لكثرة الشائعات التي سمعناها هنا وهناك، إلى أن جاء اتصاله: أنا في سجن الحوض الجاف».
وفي توثيق لـ«مركز البحرين لحقوق الإنسان»، ذكر إبراهيم أنه تعرّض للضرب عند اعتقاله، وأن قوات الأمن حاولت تجريده من ملابسه والاعتداء عليه جنسياً، إلا أنه قام بمقاومتهم، فما كان منهم إلا أن وجهوا إلى رأسه مسدساً فارغاً والضغط على الزناد، كنوع من التعذيب النفسي. كما مُنع من النوم لمدة يومين كاملين. ولم تكتف قوات الشرطة بتعذيبه فقط، بل أجبرته على قراءة نص اعتراف أمام عربة مدرعة محترقة، ليعلن هو مسؤوليته عن هذا العمل، وتصويره بالفيديو.
وتحدثت والدة إبراهيم إلى «السفير»، حيث قالت إنه «بقي في السجن لمدة شهرين تقريباً قبل بدء محاكمته، هو وخمسة آخرون، وعندما رأيته بعد خمسة أيام من الاعتقال، رأيت على رقبته وكتفه آثار التعذيب والضرب».
في مطلع نيسان الماضي حُكم على إبراهيم المقداد، الذي كان حدثاً عندما تم اعتقاله، بالسجن عشر سنوات.
وأضاف والده أنه «بعد التحقق مما حدث في ليلة اعتقال إبراهيم، تبين أنه كانت هناك مسيرة سلمية في المنطقة التي نعيش فيها، وكان إبراهيم متواجداً ويصور بكاميرا الفيديو، وبعدها وقعت مناوشات صوّرها ولدي، فهو لم يكن طرفاً في أي مما حدث، والدليل الوحيد الذي اعتمد عليه القاضي لإصدار الحكم هو الاعترافات التي سحبت منه بالإكراه تحت التعذيب».
وأشار إلى أن «إبراهيم لم يظهر في مقطع الفيديو الذي عرضته الداخلية أمام المحكمة، فهو كان يصوّر الاشتباكات ولا يشارك فيها، كما لم تُقدم للمحكمة أي أدلة أخرى ضده».
أنهى إبراهيم المرحلة الإعدادية بنجاح، وعلى الرغم من أن والدته أنهت الإجراءات كافة ليستكمل دراسته الثانوية في السجن، واستطاعت الحصول على موافقة وزارة التربية، إلا أن وزارة الداخلية حرمته من تقديم الامتحانات النهائية.
إبراهيم هو الابن البكر، ويعقبه ثلاث أخوات وأخ، تقول أمه أنه كان هادئاً واجتماعياً. وعلى الرغم من أنه كان يشارك في التظاهرات منذ انطلقت في العام 2011، إلا أنه كان دائماً يصور بكاميراه تصويراً فوتوغرافياً أو فيديو بغرض التوثيق ولا يشارك في الاشتباكات، بحسب والدته.
إبراهيم هو أحد ستة أفراد من عائلة المقداد، محكومين جميعاً بأحكام قاسية، أحدهم عمه عبد الجليل المقداد المحكوم بالسجن المؤبد، بتهمة «الانضمام إلى تنظيم إرهابي لقلب نظام الحكم في البحرين بالقوة، والتخابر مع منظمة إرهابية تعمل لمصلحة دولة أجنبية».
من المقرر أن تنظر محكمة الاستئناف في حكم إبراهيم المقداد في التاسع والعشرين من شهر أيلول الحالي بعد جلستي مرافعة، رفضت المحكمة خلالهما استدعاء شهود الإثبات، بحسب ما ذكرت العائلة.