أكبر علي أبن الـ18 عاماً محكوم بالسجن 29 عاماً في 12 قضية
صوت المنامة – خاص ابتدأت معاناة الشاب المعتقل أكبر علي الكشي من سكنة منطقة البلاد القديم في 27 مارس/ آذار 2009 وكان حينها يبغ من العمر 14 عاماً، حيث كان يلعب مع أصدقائه في بلدة السنابس، فتفاجئ أكبر وأصدقائه بالهجوم عليهم من قبل قوات الأمن، وبإطلاق عليهم الرصاص الإنشطاري "الشوزن" وأصيب حينها الشاب أكبر بـ 36 شظية من الرصاص الإنشطاري في أماكن حساسة جداً وخطيرة، وحاولت قوات الأمن اعتقاله لولا نساء البلدة تدخلوا حينها وخلصوه من أيديهم وطلبوا له سيارة إسعاف وتم نقلة فوراً إلى مستشفى السلمانية. تم إخراج فقط ثلاث شظايا من جسم أكبر، فيما لا تزال 33 شظية في جسمه شاهدة على معاناته.
بعد أقل من عام من إصابة أكبر بالرصاص "الشوزن"، داهمت مليشيات مدينية مسلحه تابعة لِـ وزارة الداخلية منزل أكبر بحثاً عنه ولكن لم يكن متواجد في المنزل حينها، واصل الأجهزة الأمنية بحثها عنه لـ فترة طويلة، إلى إن عاد أكبر إلى منزله في أكتوبر/ تشرين الغول 2010 في منتصف الليل، كان مشتاقاً إلى أمه وأبيه وأخوته. ولكن لم يعلم ذاك الطفل أن جهاز الأمن الوطني كان يراقب منزلهم 24 ساعة، فبعد ساعات قليلة من دخول أكبر منزله، تم اقتحام المنزل من قبل مليشيات مسلحة ومقنعة، وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح أمام أهله واعتقاله بعدها.
انقطعت أخبار أكبر لـ عدة أيام، إلى إن تلقت عائلته مكالمة من إدارة مركز شرطة النبيه صالح لـ يخبروهم بأن أبنهم يقبع هناك ويطلب الملابس. بحسب الأهالي فإن أكبر تعرض "للتعذيب بوسائل مختلفة كثيرة في مركز شرطة النبيه صالح ولفق له النظام حينها تهمة الانتماء إلى حركة الحريات والديمقراطية (حق) علماً إن عمره كان حينها 15 عاماً فقط". قضى أكبر في مركز شرطة النبيه صالح 4 أشهر وعدة أسابيع وأفرج عنه في 22 فبراير/ شباط 2011 بعد اندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين.
لم يهنأ أكبر بحريته، هذا الطفل الذي لم يعش طفولته ولم يعش بحياته كبقية الأطفال، ليعود النظام في مطاردته وملاحقته مرة أخرى بعد الهجوم على دوار اللؤلؤة في 16 مارس/ آذار 2011، ليبدأ أكبر المعاناة الملاحقة من جديد. داهمت عناصر مدنية مقنعة ومسلحة تابعة لوزارة الداخلية منزل أكبر عدة مرات، ولم يكن أكبر متواجد في المنزل. في 17 فبراير/ شباط 2012 أقتحم أكبر دوار اللؤلؤة رافعاً علم البحرين مع عدد من أبناء البلدة، تم اعتقاله والاعتداء عليه بالضرب وتم نقله بعدها إلى مركز شرطة النعيم ليقبع هناك لشهرين وخرج بعدها بـ كفالة مالية وقدرها 100 دينار بحريني.
وقالت عائلة أكبر إنه "في شهر رمضان المبارك2012، كان أكبر جالساً في إحدى بسطات الشبابية في بلدة البلاد القديم ولاحظ أشخاصاً يفرون هاربين، ونهض من مكانه ليتفاجأ بقوات الأمن تمسكه واعتدوا عليه بالضرب المبرح، وبعدها تم نقله إلى مركبة تابعة لوزارة الداخلية وتم نقلة إلى جهة مجهولة وهو مصمد العينين ومكبل اليدين والاعتداء عليه بالضرب وتم تعذيبه وجرح جسمه بالسكين، وتهديده بإنتهاك عرضه وعرض أهله إن لم يعترف أين يخبأ شباب بلدة البلاد القديم الأسلحة".
بعد ما يقارب الـ 4 ساعات وجد أكبر في ساحة سوق الأثنين في جنوب البلاد القديم وكان مغمي عليه، تم نقلة بعدها إلى أحد المنازل ليتم إسعافه بعد رؤيته من أحد الشباب في الساحة مغمي عليه. أعتقل أكبر من جديد فجر5 ديسمبر/ أيلول 2012 مع عدد من أبناء، إذ أفاد شهود عيان لـ "لجنة معتقلين البلاد القديم" إن مليشيات النظام المقنعة والمسلحة اعتدت على أكبر ومن معه بالضرب المبرح وبالهروات على الرأس وعلى الإذن وتم تعصيب عينه واقتياده هو ومن معه إلى جهة مجهولة. إنقطعت أخبار أكبر بعدها لأيام، إلى إن تلقت عائلته مكالمة منه يطلب فيها جلب له الملابس، وكان حينها موقوف بسجن الحوض الجاف.
وجهت بعد ذلك 12 قضية لـ أكبر وهي: حرق مدرعة، محاولة القتل العمد، حيازة مواد مشتعلة، التجمهر، تفجير إسطوانة غاز، حرق مركبتين، أعمال شغب، زرع قنبلة وهمية، محاولة تفجير مركز شرطة الخميس، حرق إطارات، الاعتداء على رجال الشرطة، ومحاولة سرقة سيارة شرطة قبع أكبر في سجن الحوض الجاف لـ ما يقارب الـ 7 شهور، فيما تعرض بمبنى التحقيقات الجنائية ومركز شرطة دوار 17 لأبشع أنواع التعذيب، وتم نزع منه جميع الاعترافات تحت التعذيب. وحُرِمَ من أبسط حقوقه في العلاج والأكل والملبس وغيرها، وذلك بحسب رواية أهله.
أصدرت المحكمة الجنائية الكُبرى في 4 أبريل / نيسان 2013م الحكم بالسجن 15 سنة بتهمة "حرق مدرعة" ، "محاولة القتل العمد" ، "حيازة مواد مشتعلة" ، "محاولة سرقة سيارة شرطة" و"التجمهر". تم نقله بعدها إلى سجن جو المركزي مع عدد من أبناء البلاد القديم المحكومين معه في نفس القضية. وتم بعدها الحكم عليه بالسجن 10 سنوات في قضية تفجير إسطوانة غاز وأيضاً الحكم عليه بالسجن سنة كاملة بتهمة تجمهر وأعمال شغب. وبعدها حُكِمَ بالسجن 3 سنوات بتهمة حرق إطارات.
أصبح أكبر البالغ من العمر 18 عاماً محكوماً في عدة قضايا بمجموع 29 عاماً، ولا زال يُحاكم بقضايا أخرى. وتناشد عائلة المعتقل و لجنة معتقلين البلاد القديم المنظمات الدولية والعالمية للضغط على النظام في البحرين للإفراج عن أكبر علي وإسقاط جميع التهم الملفقة له تحت التعذيب.