مطالبا إياه بالاعتذار عمن تم اسقاط جنسياتهم بشكل مخالف للقانون الوطني والدولي باقر درويش: نخشى من أنّ ملك البحرين منح الجنسية لبريطانيين متورطين بالتعذيب قال باقر درويش المسؤول الإعلامي في منتدى البحرين لحقوق الإنسان بأننا نتخوف أنّ اجراءات منح الجنسية من قبل ملك البحرين لـ 240 من الرعايا البريطانيين هي نتيجة لخدماتهم الأمنية الموجهة ضد المطالبين بالديمقراطية؛ حيث أن أغلب البريطانيين المتواجدين في البحرين يعملون في المجال الأمني، مشيرا إلى وجود فريق أمني من البريطانيين يسهم في تقديم خدمات استخباراتية والتدريب على فنون التعذيب، وايقاع المزيد من الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان.
وتابع درويش: "نعتقد بأنّ هذا الإجراء هو نوع من المكافأة التي تقدمها السلطة للمتورطين بالانتهاكات، مذكرا بالإجراء المخالف للدستور الوطني حول اسقاط جنسية 31 من المواطنين البحرينيين فقط لأنهم مارسوا حقهم في التعبير عن الرأي، وطالب بعضهم بالتغيير السياسي؛ وهذا الإجراء كان مخالفا أيضا لمواد القانون الدولي والتي تستند إلى حماية الحقوق الأساسية والأصيلة للمواطنين وفي مقدمتها التمتع بحق الجنسية". وأضاف: "كان من الأولى بالملك أن يعتذر لهؤلاء المواطنيين ويعيد لهم الجنسية، بدلا من أن يفاقم الأزمة السياسية والحقوقية في البحرين؛ حيث أن ملف التجنيس السياسي هو أحد الملفات العالقة في البحرين؛ والذي يجب حلحلته وفق مبادئ الإنصاف والعدالة".
وأردف: "إنّ العبث بالجنسية البحرينية اليوم، بشكل مخالف للمواثيق الدولية، هو من أجل استهداف الهوية الوطنية للبحرين، ونتيجة لغياب العدالة في تطبيق القانون الوطني؛ ولرغبة الحكم في خلق اصطفافات سياسية وطائفية بسبب أزمة الثقة العميقة في البحرين". وأشار درويش إلى أنّ الملك أعاد الحديث عن فئة قليلة في الحراك السياسي وجه لها عدة اتهامات، هذا الحديث الذي سبق وأن أفشلت مضامينه مسيرة 9 مارس 2012، التي قالت عبر عشرات الآلاف الذين شاركوا في المسيرة الجماهيرية وهم يطالبون بالديمقراطية والتغيير السياسي، أن هنالك "أغلبية سياسية"، مستعدة في للنزول في أي وقت لافشال الإجراءات الأمنية القمعية بأسلوب سلمي مدني متقدم، مسيرة الـ 9 من مارس كانت قد أوصلت رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، وإلى السلك الدبلوماسي المتواجد في البحرين، من أن الأزمة السياسية مستمرة، وأن السلطة لم تقم بتنفيذ الاستحقاقات الدولية لجنيف وتوصيات بسيوني، وأن هنالك أغلبية تطالب بالديمقراطية، تتعرض للقمع والحملات الأمنية الممنهجة التي تنتهك حقوق الإنسان.
واختتم درويش تصريحه بالقول: "حديث الملك عن استغراب والده من رحيل البريطانيين عن البحرين هو استخفاف بالقيم الوطنية للشعب البحريني، واستخفاف بالنضالات الوطنية للبحرينيين من أجل التحرر من المستعمر البريطاني في الخمسينيات، ورغبة مجنونة وغير مبررة في العيش في كنف المستعمر، وتكريس وجوده، في الوقت الذي تنأى الشعوب بنفسها عن الارتباط بالمستعمرين وتعميق الهوية الوطنية لكياناتها". |