أعلن يوسف ربيع رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي عقده المنتدى اليوم الجمعة في بيروت عن اطلاق مناشدة انسانية وقع عليها 43 شخصية ومؤسسة تطالب السلطات البحرينية بالإفراج العاجل عن الطاقم الطبي في البحرين؛ حيث شارك في المؤتمر محمد صفا رئيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب، والطبيب البحريني الدكتور إبراهيم العرادي.
وعبر ربيع بأن الأطباء ليس عليهم أن يعتذروا إلى أي سلطة سياسية بل على العكس أن مالحق بهم من انتهاكات وتعذيب واهانة لكرامتهم وفبركة التهم لهم، واصدار أحكام تعسفية وقاسية واحتلال مستشفى السلمانية الطبي توجب قيام الدولة للاعتذار لهم ورد الاعتبار اليهم ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات؛ لأن الجرائم لا يسقط الحق في ملاحقتها بالتقادم.
من جهته قال محمد صفا رئيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب: "ما يتعرض له الكادر الطبي جزء من حملة القمع الشرسة والشاملة التي يعاني منها اخواننا في البحرين، مردفا "قضية البحرين يجب أن تتحول إلى قضية عربية وعالمية، وكل المنظمات سواءا في تونس أو مصر وغيرها، عليها أن تعبر أن مقياس الإلتزام بمبادئ حقوق الإنسان هو بالتضامن مع الملف البحريني إزاء ما يجري من انتهاكات مروعة".
ولفت الطبيب البحريني الدكتور إبراهيم العرادي إلى أن"هذه الانتهاكات التي تعرضت لها الطواقم الطبية هي سابقة، ومخالفة للاتفاقيات الدولية، والبحرين هي الدولة الوحيدة من ضمن دول الربيع العربي التي ارتكبت هذه الجريمة بحق الكوادر الطبية".
وجاء في المناشدة: "نحن مجموعة من المثقفين والإعلاميين والحقوقيين والأطباء والمؤسسات الحقوقية والمدنية والمطالبين بالديمقراطية نطالب السلطات البحرينية في نداء انساني عاجل بالإفراج عن الكادر الطبي، الذي تم اعتقال أفراد منه بشكل تعسفي". وأضافت: " إننا نعتبر هذه الأحكام القضائية والإجراءات الأمنية اهانة لحقوق الإنسان، وقد سبق وأن نددت بهذه الأحكام الفاقدة للعدالة المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية، باعتبارها تنفيذا لـ "سياسة انتقامية" بحق العاملين في المجال الطبي، ونمطا من التشويه لصورة الأطباء، حيث لوحظ لجوء الحكومة البحرينية إلى معاقبة الأطباء بسبب أدائهم لواجبهم الإنساني، والتزامهم بقسمهم الطبي عبر معالجتهم للجرحى والمصابين بدون تمييز في حركة الاحتجاجات التي شهدتها البحرين منذ 2011م".
وتابعت المناشدة: "إننا نرى أن تعامل السلطات المختصة مع الكادر الطبي يكشف عن خلل جسيم في تعامل الدولة البحرينية مع أحد أهم المكونات المهنية في المجتمع البحريني وهم الأطباء، وندعوا المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية والمهتمة بالمجال الطبي إلى أن تتحمل مسئولياتها الإنسانية والأخلاقية الهامة تجاه هذا الملف الحقوقي المؤثر، حيث أن التجربة البشرية قدّرت منذ عهد طويل الجانب الإنساني المتعلق بالأطباء والجرحى أثناء النزاعات، وهو ما عبرت عنه أقدم الاتفاقيات الدولية المتمثلة في اتفاقية جنيف، التي تمت صياغة الأولى منها في 1864 وأخيرتها في 1949م".
والموقعون على المناشدة هم: "يوسف ربيع رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان، رئيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا، نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان هلن سماحة نويهض، نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور ماري ناصيف الدبس، المرصد البحريني لحقوق الإنسان، رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولى جاسم الصفار، طبيب من الطاقم الطبي البحريني الدكتور نبيل حسن تمام، الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، مركز اللؤلؤة لحقوق الإنسان، لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، المركز الدولي لدعم الحقوق والحريات – مصر، رئيس رابطة الصحافة البحرينية عادل المرزوق، كاتب وصحافي بحريني عباس بوصفوان، الأمين العام للمنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني – الكويت أنور الرشيد، الاعلامي اللبناني عماد مرمر، اعلامي ومحلل سياسي لبناني فيصل عبد الساتر، ناشط حقوقي - مركز البحرين لحقوق الإنسان سيد يوسف المحافظة، ناشطة حقوقية سعودية سعاد الشمري، رئيس مركز وطن بلا حدود للتنمية البشرية وحقوق الإنسان وشئون اللاجئين صفوت سمعان يسى، ناشط حقوقي واعلامي تونسي زهير مخلوف، مدافعة عن حقوق الإنسان – ايرلندا Tara O'Grady، اعلامي جزائري مراد عباس، ناقد ومثقف بحريني الدكتور علي الديري، اعلامي بحريني محمد السواد، كاتبة بحرينية باسمة القصاب، عضو منتدى البحرين لحقوق الإنسان الدكتور فلاح أحمد ربيع، المنتدى القومي العربي - لبنان الدكتور ناصر حيدر، رئيس اللجنة الطبية في مستشفى بهمن – لبنان الدكتور موسى عمار، نائب في البرلمان اللبناني الدكتور علي المقداد، سفير النوايا الحسنة للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان المستشار عبد العزيز محمد طارقجي، الدكتور محمد حركة الناصريين المستقلين المرابطون، رئيس قسم التوليد في مستشفى الزهراء الجامعي – لبنان الدكتور مصطفى خليفة، الخبير الاقتصادي والاستيراتيجي - مصرالدكتور عبد الخالق فاروق، الدكتور محمود نايف جراحة الكلى والمسالك البولية – لبنان، الدكتور جمال الطفش جراحة عامة – مستشفى الرسول الأعظم (ص)، طبيب بحريني الدكتور إبراهيم العرادي، الدكتور أحمد صادق طب أطفال – لبنان ، الدكتور عباس علي رضا طب أطفال – لبنان ، الدكتورة فدوى فقيه طب أطفال – لبنان، طبيب صحة عامة – لبنان الدكتور محمد سليم، طبيبة أسنان – لبنان الدكتورة ليلى العرب، طبيب جهاز هضمي - لبنان الدكتور عبد الله هزيم، طبيب أطفال الدكتور أحمد عيسى".
ربيع: الدولة مطالبة بالاعتذار للأطباء، ويجب ملاحقة المتورطين بتعذيب الأطباء قضائيا
قال يوسف ربيع رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان بأن المسوغ لرفع هذه المناشدة والنداء الإنساني هو مسوغ حقوقي بحت، موضحا بأن المناشدة تهدف إلى أمرين أساسين أولهما: ابراز حجم الجريمة التي لحقت بالكادر الطبي في البحرين إبان قيامهم بدورهم الإنساني والمهني في اسعاف المصابين والجرحى من المواطنين المشاركين في المسيرات السلمية.
وأضاف ربيع: "إن هذه الجريمة هي جرم دولة تورطت فيها عناصر نافذة في الدولة البحرينية سواءا في وزارة الداخلية أو في قوة دفاع البحرين عبر الجيش البحريني أو مسؤولية سياسية مازالوا إلى اليوم يديرون الأزمة السياسية في البلاد".
وتابع ربيع: "أما الأمر الثاني فيمكن في تحميل المجتمع الدولي وخصوصا الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي حيال هذا الصمت تجاه قضية المعتقلين من الكادر الطبي".
وعبر ربيع بأن الأطباء ليس عليهم أن يعتذروا إلى أي سلطة سياسية بل على العكس أن مالحق بهم من انتهاكات وتعذيب واهانة لكرامتهم وفبركة التهم لهم، واصدار أحكام تعسفية وقاسية واحتلال مستشفى السلمانية الطبي توجب قيام الدولة للاعتذار لهم ورد الاعتبار اليهم ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات؛ لأن الجرائم لا يسقط الحق في ملاحقتها بالتقادم.
ودعا ربيع القضاء البحريني إلى أن يلتزم من جديد بالمعايير الدولية في التقاضي ليقوم بملاحقة المتورطين في انتهاكات الكادر الطبي، مؤكدا بأن المناشدة يبلغ عدد الموقعين عليها 43 شخصية ومؤسسة وتمثل عشر دول، وشارك فيها مجموعة من المثقفين والإعلاميين والحقوقيين والأطباء والمؤسسات الحقوقية والمدنية والمدافعين عن الديمقراطية.
وأردف: "هذه المناشدة سوف توزع باللغتين العربية والإنجليزية على المؤسسات الحقوقية، وسترسل مباشرة إلى الدولة البحرينية".
وختم ربيع تصريحه بالتأكيد بأن الدكتور علي العكري جراح العظام المتخصص في جراحة عظام الأطفال والمحكوم 5 سنوات، سوف يكون وزملائه من الكادر الطبي أولوية في عمل المنتدى سعيا للإفراج عنه، معتبرا تحرك المنتدى يأتي متشاركا مع هدفية الأطباء في تحركهم للمبدأ الإنساني؛ وليس من أجل أشخاص.
محمد صفا: المنظمات الحقوقية الدولية مطالبة بتضامن أوسع مع البحرينيين
وقال محمد صفا رئيس مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب : "لا يمكن أن تكون مدافعا عن حقوق الإنسان بشكل حقيقي دون أن تقف مع الطاقم الطبي في البحريني، وحقوق الإنسان المنتهكة في البحرين، وأنا لا أقف هنا كلبناني بل كمواطن بحريني".
وتابع: "هذا الإنتهاك الفادح لحقوق الإنسان، جزء مما تعانيه قطاعات مهنية واسعة في الشعب البحريني، منها الأطباء والمعلمون والمدافعون عن حقوق الإنسان، وما يتعرض له الكادر الطبي جزء من حملة القمع الشرسة والشاملة التي يعاني منها اخواننا في البحرين".
وأردف: "ماتعرض له الكادر الطبي من انتهاكات مخالف للمادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وانتهاك صريح للدستور البحريني، والمادة 7 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مؤكدا بأن الحكومة البحرينية لا تلتزم بالمعايير الدولية والتوصيات التي قالت بأنها ستنفذها في جنيف".
وأضاف: "قضية البحرين يجب أن تتحول إلى قضية عربية وعالمية، وكل المنظمات سواءا في تونس أو مصر وغيرها، عليها أن تعبر أن مقياس الإلتزام بمبادئ حقوق الإنسان هو بالتضامن مع الملف البحريني إزاء ما يجري من انتهاكات مروعة".
وأوضح: "إن قضية البحرين هي قضيتنا، وسنحملها كجزء من نضالنا، لقد أثرناها في جنيف، وطالبنا المفوضية السامية التي هي مقصرة رغم تعاطيها الإجابي، ولكن المطلوب منها اهتمام أكبر، وقد طالبناها في توصية أن تعقد جلسة خاصة لملف البحرين الحقوقي أسوة ببلدان عربية أخرى".
واختتم صفا تصريحه بالقول: "أحييكم وأحيي مثابرة منتدى البحرين لحقوق الإنسان، ومعجبون بهيئات المجتمع المدني في البحرين؛ لما نلاحظه من وحدة في عمل المنظمات والمؤسسات رغم تعدد مشاربها، وأدعوا المنتدى للتعاون مع مركز الخيام لإحياء اليوم العالمي للتعذيب في 26، والتركيز على الملف البحريني، وأؤكد للإخوة بأن قضية الكادر الطبي سنحملها معنا، وسأطرحها في اسطنبول حيث أنا متوجه للمشاركة في مؤتمر هام".
العرادي: البحرين الدولة الوحيدة في حراك الربيع العربي التي انتهكت حقوق الأطباء
من جهته قال الطبيب البحريني الدكتور إبراهيم العرادي "هذه الانتهاكات التي تعرضت لها الطواقم الطبية هي سابقة، ومخالفة للاتفاقيات الدولية، والبحرين هي الدولة الوحيدة من ضمن دول الربيع العربي التي ارتكبت هذه الجريمة بحق الكوادر الطبية، مطالبا بأنه "يجب أن تتوقف عملية الاستهداف الممنهجة للأطباء، وتتم محاسبة من قام بتعذيبهم، أو مارس القذف والتشهير في الإعلام الرسمي بحقهم، ويجب أن يطلق سراحهم، ويتم اعادتهم لوظائفهم التي فصلوا منها بشكل تعسفي، ونظرا لعدم جدية الدولة في حلحلة هذا الملف، ومواصلة اعتمادها لملف الطاقم الطبي كورقة ضغط على المعارضة لأسباب سياسية وغير انسانية، يجب أن يكون هنالك دور من قبل المفوضية السامية لايقاف هذا الاستهداف". وتابع العرادي: "أقف هنا، وأنا أستذكر بقية زملائي من الأطباء والاستشاريين والممرضين والصيادلة ومختلف العاملين في الحقل الطبي، وخصوصا المعتقلون السبعة من الطاقم الطبي الذين مازالوا في الأسر، كان من المفترض أن يتم تكريم كل هؤلاء من قبل السلطة، نظرا لما قاموا به بعد أن تورطت قوات الأمن البحرينية بارتكاب جملة كبيرة من الانتهاكات الجسيمة في مجال حقوق الإنسان".
وأردف: "لقد التزموا بشرف المهنة، وشرف أدائهم للقسم الطبي، وقاموا بمعالجة الجرحى والمصابين بكل اخلاص، إلا أنّ الحكومة البحرينية ورغبة في الانتقام منهم عمدت إلى معاقبتهم باستخدام المؤسسة القضائية والمنظومة الأمنية؛ حيث صدرت بحقهم أحكام تعكس "الاضطهاد السياسي" بحسب توصيف المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وجرى اعتقالهم بشكل تعسفي، وتعرضوا للتعذيب في داخل السجون البحرينية، وبعض أفراد الطاقم الطبي تعرضوا للتعذيب على يد أفراد من العائلة الحاكمة، ومؤخرا تم فصل استشاري الأورام في مجمع السلمانية الطبي الدكتور سيد شبر بشكل تعسفي".
- نسخة من المناشدة والأسماء الموقعة
|