ابتسام الصايغ: السجناء الذين خرجوا يحتاجون للدَّعم المادي والنفسي والاجتماعي
نظم منتدى البحرين لحقوق الإنسان ندوة صحفية إلكترونية اليوم السبت بمشاركة ديفين كيني الباحث في منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان وزينب خميس رئيسة لجنة الرصد والتوثيق في الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وابتسام الصايغ مسؤولة الرصد والتوثيق في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان وغنى رباعي الباحثة في منتدى البحرين، بإدارة الإعلامي البحريني السيد مرتضى الطالبي حول ملف معتقلي الرأي في البحرين.
وفيما يلي المداخلة الكاملة لابتسام الصايغ - مسؤولة الرصد والتوثيق في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان:
خلال استقبالنا لهؤلاء السُّجناء، انكشفت أمور كثيرة تتعلق بالإهمال الطبي الذي كان يتعرَّضون له السُّجناء، لقد التقيت مع عددٍ كبير من المفرج عنهم الذين يعانون من المشاكل الصِّحية في الأسنان، وقد كان أغلبية السُّجناء الذين لديهم مشاكل في الأسنان كانوا طالبون بالعلاج في السجن ولكن لم يتم تمكينهم من هذا العلاج، طالبوا بنقلهم إلى مستشفى خاص وهم مستعدين أن يتحملوا قيمة العلاج ومع ذلك لم توفر لهم إدارة السجن هذه الإمكانية. كما أنَّ هناك عدد كبير من المفرج عنهم مصابين بأمراض جلدية تعكس سوء الأوضاع داخل السجن مثل (الجرب) وايضاً (فطريات منتشرة في أجسامهم) وحالات مرضيَّة عديدة تعرَّضوا لها السُّجناء بسبب بيئة السجن، كما وكُشف لي في زياراتي لعددٍ كبير من السُّجناء أنَّ العديد منهم يعاني من مشاكل صحية عديدة. اليوم هؤلاء السُّجناء الذين غيِّبوا لمدة 13 سنة أو 9 أو 10 سنوات، الآن هم خرجوا بعضهم كانوا أطفال وخرجوا الآن وهم شباب يبدؤون حياتهم من الصفر، حتى ملابس لا يمتلكون يستوجب عليهم أن يعدِّوا انفسهم بشراء ملابس جديدة. اليوم هؤلاء السُّجناء يحتاجون إلى الدَّعم الإنساني والمادِّي والنَّفسي يفترض أنْ يكون هناك كوادر إنسانية سواء من جانب السلطة وأيضا المجتمع لتبنَّي واحتضان هؤلاء السجناء الذين خرجوا والذين يحتاجون للدَّعم المادي والنفسي والاجتماعي، هناك العديد من الحالات التي تحتاج بشكل سريع أنْ يتم عرضها على طبيب للأمراض الجلدية، وهناك عدد كبير من السجناء يحتاجون إلى اخصائيين أسنان ليباشروا بعلاج أسنانهم وعودة ابتسامتهم التي غابت بسبب ظروف السجن والقمع الذي تعرَّضوا له. كانوا يشاهدون أمام أعينهم الاهمال الطبي وكيف يسقط الواحد تلو الآخر بسبب هذه السِّياسة الغير إنسانية والذي يجب ايقافها ومحاسبة مرتكبيها ويجب أنْ تكون هناك جهات رقابة دولية تحضر وتحاسب عن كل ما يحدث داخل هذه السجون لأنَّ نتائج هذه السياسات ورَّثت الكثير من القصص المؤلمة وحالات إنسانية جداً حزينة. عندما نتحدَّث بأن هناك سجناء خرجوا وهم يعانون من مشاكل نفسية ولم يتلقوا في هذه المراكز التي تسمي نفسها اعادة التأهيل ولكنهم حملوا معهم الكثير من الذكريات السيئة لأوضاع وظروف عاشوها داخل السجن أكثر ما يمكن أنْ نصفها يقولون بانَّها أيام قاسية جداً جداً لا تمحوا من ذاكرتنا. هم يحتاجون مد يد العون لهم، ويحتاجون أنْ يكون المجتمع قابل لاحتضانهم من أجل بداية جديدة. في الواقع ما يحدث الآن من عناوين بعد أن خرجوا لنا أكثر من ممثل في البرلمان تحدَّثوا عن المطالبة بتبييض السُّجون والافراج عن السُّجناء السياسيين وإنهاء ملف المعتقلين لكن للأسف ما زالت سياسية الانكار موجودة وهذه مصيبة ثانية أن اليوم هؤلاء السجناء الذين كانوا ضحايا لمرحلة حراك سياسي وتعرضوا لفظائع وانتهاكات جسيمة تركت أثرها على أجسامهم ونفسياتهم ويفترض أنْ يكون هناك نيةً صادقة تتماشى مع قرار الافراج والتوصيات وتمكينهم من حقوقهم حيث مازال السجناء الذين تم الافراج عنهم يعانون من عدم حصولهم على (شهادة حسن السير والسلوك) إذن كيف سيتمكن من العيش وعليه أنْ ينتظر لسنتين حتى يتمكن من هذه الشهادة ويفترض أنْ يحصل عليها أيَّ سجين جنائي أم سياسي عندما يخرج من بوابة السِّجن يجب أن تكون في يده شهادة حسن السير والسلوك لأنَّه يجب أنْ يكون هذا الافراج بما معناه أنَّه أنهى برنامج تأهيلي حسب ما يصفون أنفسهم تلك المراكز من أجل أن يبدأ حياته من جديد. المطلوب من المجتمع أن يؤازر هؤلاء السُّجناء وأن يتبناهم خصوصاً أنه في البحرين لا يوجد لدينا مراكز إعادة تأهيل ولا يوجد جهات تتبنَّى الضحايا وإعادة تأهيلهم لأنها تحتاج لإمكانيات كبيرة وكوادر متعدِّدة، ولكن في الوقت الحاضر نحن لدينا العديد من المستشفيات والاطباء والأشخاص المستعدين أن يبادروا وأن يكونوا يد تمتدُّ لهؤلاء من أجل مساعدتهم ومتابعة علاجهم، وأيضا اليوم مطلوب من وزارات الدَّولة إعادة حقوق المواطنة لهم خصوصاً السجناء الذين أفرج عنهم ولديهم طلبات اسكان تمَّ الغاءها أو توقيفها يفترض أن يحصلوا على حقِّهم في الاسكان. اليوم مطلوب أن يكون هناك قرار شجاع من السلطة بتبييض السُّجون من سجناء الرأي وعودة البحرين إلى احترام حقوق مواطنيها في التَّعبير والغاء العزل السِّياسي وتمكين كلَّ إنسان من حقِّه في التَّعبير عنْ رأيه دون معاقبة وأن تحترم كلَّ إنسان حقه في التجمع السِّلمي والتَّظاهر والتعبير . سنستمر بالمطالبة بالافراج عن جميع السُّجناء لأنه الحل الأمثل، وأما ما يحدث الآن في سجن جو من تضييق على السُّجناء بحرمانهم من وجبات غذائية تكفيهم هو نوع من أنواع الاستمرار في نفس الدائرة التي تجعل من الأوضاع في داخل السِّجن متأزِّمة وستشكِّل مجموعة من الشَّكاوي التي ستشوِّه صورة البحرين، والمفروض أنْ يكون هناك قانون تلتزم فيه إدارة السُّجون لتمكين السجناء من حقوقهم دون مماطلة واهمال، ويجب محاسبة كلَّ من يعطِّل هذه الحقوق أو يحاول المماطلة في تقديمها لأنَّه بذلك يساهم في تشويه صورة البحرين ومصادرة حقوق السجناء الذين يجب أن يتمكَّنون من حقوقهم المنصوصة وخلاف ذلك يعتبر انتهاك. الحرية لجميع السجناء مطلبنا إلى الأبد (أطلقوا سجناء البحرين).