كلمة مسؤول الرصد والتوثيق في منتدى البحرين لحقوق الانسان حسين نوح، خلال الندوة الإلكترونية التي نظمها المنتدى بعنوان "غزة: قوات الاحتلال الإسرائيلي وجريمة الإبادة" "في بؤرة الاستهداف للصحفيين في فلسطين المحتلة ولبنان بشكل مباشر لهم ولعوائلهم يشعر الصحفيون بخطر حقيقي نتيجة الاستهداف والقتل المتمد المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بل ولم تكتف سلطات الاحتلال من استهدافهم فقط فقد طال الأمر إلى استهداف عوائلهم وقتلهم وقصف وتفجير بيوتهم في فلسطين المحتلة وذلك للضغط على الصحفيين في عدم نقل الصورة الحقيقية للمجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء.. كشف التقرير الصادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، بأن شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان الأسوأ في تاريخ الصحافة العالمية، لحجم الضحايا من الصحفيين الذين ارتقوا بفعل مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الحالة الصحفيَّة الفلسطينية. فقد أشارت نقابة الصحفيين بأن عدد الجرائم والانتهاكات التي حصلت في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي بلغ أكثر من 300 حالة توزعت بين القتل والاستهداف المباشر بالرصاص أو غير ذلك.. فيما أشارت تقارير المؤسسات الدولية الخاصة برصد الانتهاكات في العالم والتي لم تشهد في تاريخها أن يرتقي 44 حالة صحفية عالمية في شهر واحد لهذا العدد من الصحفيين حيث يسجل معدل ارتقاء 50 صحفيا سنويا في كل العالم. أن الاحتلال الإسرائيلي سعى في أن لا يكون هناك مكان آمن للصحفيين في قطاع غزة، استهدف الصحفيين خلال عملهم وهم يرتدون ستراتهم الخاصة في الميدان، وفي الخيام الصحفية التي أُقيمت بالقرب من المستشفيات لتيسير التغطية الإعلامية، بل حتى وإن كانوا مع أسرهم في منازلهم التي جرى تدميرها فوق رؤوسهم وراح ضحيتها كل من كان في المنزل. ومن هنا نود أن نشير أيضا إلى استهداف الصحفيين في لبنان حيث عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تكرار استهداف الصحفيين وملاحقتهم بقصد القتل، وهذا ما وقع في هذا الأسبوع بيوم الثلاثاء نوفمبر الجاري من استهداف صحفيان تابعان إلى قناة الميادين الفضائية وقد راح ضحية الاستهداف الصحفيان: (فرح عمر وربيع المعماري) ولم يكن ذلك أول استهداف إلى صحفيي قناة الميادين بل كانت هناك استهدافات عديدة إلى صحفيي قناة الميادين الفضائية سابقاً، ومثل هذه الاستهدافات تعكس منهجية كيان الاحتلال الإسرائيلي في تحويل الحريات الصحفية إلى أهداف للانتقام والقتل خارج إطار القانون، ونحن هنا نطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق بالتعاون مع المقرر الأممي الخاص بحرية التعبير عن الرأي والخروج بتوصيات أممية إلزامية، والإدانة الواضحة لكيان الاحتلال الإسرائيلي إزاء هذه الجريمة. كما سبق هذا الاستهداف قصف إسرائيلي استهدف الأطقم الصَّحفية في (بلدة يارون) جنوب لبنان في 13 نوفمبر الجاري رغم أنَّ الصَّحفيين كانوا يرتدون السترات والخوذات الصَّحفية أثناء تغطيتهم الصَّحفية وكانوا قدْ ابلغوا الجهات ذات الاختصاص عن أماكن تواجدهم، وفي 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على قتل مصور وكالة "رويترز" الصحفي (عصام عبدالله) بعد قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الصَّحفيين في (بلدة علما الشعب) جنوب لبنان، كما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة طاقم قناة الجزيرة بشكلٍ مباشر ما أدى إلى احتراقها بالكامل واصابة الصَّحفيين. أن المادة 79 من الملحق (البروتوكول) الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف 1977، قد شددت على وجوب إيلاء حماية خاصة للصحفيين الذي يباشرون أعمالهم في مناطق المنازعات المسلحة. وانطلاقا من هذه المادة يدعو منتدى البحرين لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق دولي مستقل على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين وأن يتم التضييق على السلطات الإسرائيلية لتوقف العدوان على الصحفيين وأهاليهم." |