
نظّم منتدى البحرين لحقوق الانسان بالتعاون مع منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الانسان ندوة إلكترونية لتدشين التقرير المشترك بعنوان "البحرين: عقدة الانتهاكات الموسمية لعاشوراء"، حول الانتهاكات الحكومية التي استهدفت مناسبة عاشوراء لعام 2025م 1447ه. تحدّث في الندوة كل من السيد يوسف المحافظة الناشط والباحث الحقوقي، ابتسام الصائغ مسؤولة الرصد والتوثيق في منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الانسان، الشيخ حسين الأكرف منشد المراثي والأناشيد الدينية، وغنى رباعي الباحثة في منتدى البحرين لحقوق الانسان. المحافظة: "أليس البحرين بلد التسامح مع كل الطوائف الإسلامية؟ أم أنّه بلد لطائفة واحدة؟" في كلمته خلال الندوة قدّم السيد يوسف المحافظة خلفية حول سياسات الحكومة البحرينية، مشيراً إلى أنّها ترتكز على تكريس سياسة التمييز الطائفي ضد المواطنين الشيعة، وأنّ هذا التمييز يستخدم كأداة لضمان استمرارية الجهة الحاكمة في مناصب الحكم، من خلال تقويض كل فرص التمكين السياسي والحقوقي والاجتماعي للمواطنين الشيعة، ممّا يحول دون مشاركتهم في الشأن العام ويبقي سلطة أحادية في الحكم تعتمد على التفتيت المجتمعي عبر تشديد القبضة الأمنية ضمن ممارسات لا تتماشى مع مبادئ الديمقراطية. وأكّد المحافظة أنّ حدّة السياسات التمييزة تزداد طردياً مع تصاعد الحركات المطلبية التي تطالب بالاصلاح السياسي والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات السياسية وحماية حقوق الانسان. كما أنّ الطائفة الشيعية تعاني من تهميش ممنهج و نهج عدائي من قبل مختلف وسائل الاعلام الرسمية التي تتّهم الطائفة الشيعية على الدوام بالارتباط بأجندات خارجية. وسأل المحافظة مستنكراً "أليس البحرين بلد التسامح مع كل الطوائف الإسلامية؟ أم أنّه بلد لطائفة واحدة؟" وأضاف بأنّ المواطنين الشيعة يفترض أن يكونوا متساوين مع باقي المواطنين في الحقوق والواجبات. الصائغ: شهدنا خلال موسم عاشوراء لهذا العام تصعيداً غير مسبوق في كلمتها وصفت ابتسام الصائغ مسؤولة الرصد والتوثيق في منظمة سلام، أداء السلطات الرسمية خلال مناسبة عاشوراء بـ"التصعيد غير المسبوق" ضد المواطنين الشيعة، على عدّة مستويات مثل الحق في ممارسة الشعائر الدينية أو عبر التضييق الممنهج على الفضاءات العامّة والخاصّة التي تعبّر عن هذا المكوّن الديني والثقافي. وسلّطت الصائغ الضوء على حدث تحطيم "مرسم حسيني" في منطقة الدراز، واعتبرته حدثاً محورياً في التصعيد الأمني الطائفي وأنّه يمثّل رسالة مباشرة من السلطات الرسمية مضمونها أنّ السلطات ترفض أي تعبير مستقل عن الهوية والمعتقد. كما علّقت الصائغ على حادثة قمع التظاهرة السلمية في منطقة الدراز والتي أصيب فيها المواطن حسن العنفوز بكسر في الجمجمة نتيجة استخدام الأجهزة الأمنية للقوة المفرطة ضد المتظاهرين، بالقول: "هذه الحادثة تركت أثرت نفسياً عميقاً في المجتمع، وأعادت إلى الأذهان سلسلة من [ذكريات] الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف من يشارك في إحياء عاشوراء". الأكرف: ما يجري في البحرين خلال مناسبة عاشوراء وهو استهداف لعامّة المسلمين ومقدّساتهم وليس استهدافاً للطائفة الشيعية فقط في كلمته، قال المنشد الديني الشيخ حسين الأكرف أنّ ما يجري في البحرين خلال مناسبة عاشوراء من استدعاءات واعتقالات للخطباء والرواديد والشعراء بالإضافة إلى تخريب المظاهر العاشورائية التي تحمل اقتباسات مقدّسة من كلام أهل البيت (عليهم السلام) وشعارات القيم الحسينية، يشكل مصادرة واضحة للحريات الدينية وتقييداً للكلمة ومخالف الدستور والمعايير الدولية، وهو استهداف لعامّة المسلمين ومقدّساتهم وليس استهدافاً فقط للطائفة الشيعية، لأنّ هذا التضييق يستهدف الكلمة النابعة من سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) وهو رمز مقدّس لدى جميع المسلمين، وأنّ المواطنين البحرينيين من جميع الطوائف الإسلامية يتفاعلون ويشاركون ويساهمون في مناسبة عاشوراء منذ القِدَم، وهذا التفاعل مستقر في نفوس جميع البحرينيين. وأكّد الأكرف أنّ الخطابات العاشورائية التي على أساسها تقوم السلطات باستعاء واعتقال الخطباء، هي خطابات تقوم على أساس الوحدة الإسلامية واحترام الآخر وإصلاح المجتمع، إلّا أنّ أسباب استهداف الخطباء والرواديد من قِبَل السلطات الرسمية تختلف من موسم لآخر. واعتبر أنّ الاستهداف الذي حصل هذا العام يرجّح أنّ سببه يعود لموقف الخطباء من جرائم الكيان الصهيوني المحتل في غزة ولبنان والعدوان على إيران، وأنّ السلطات الرسمية المطبّعة مع الكيان الصهيوني الإرهابي تجد في الخطاب العاشورائي تضارباً مع التزاماتها بموجب اتفاقية التطبيع، مشيراً إلى التهم الموجّهة للذين تم استدعائهم، مثل اطلاق شعارات التضامن مع غزة واستنكار العدوان على إيران وإدانة جرائم كيان الاحتلال بالإضافة إلى سرد وقائع عاشوراء المتّفق عليها بين الطوائف الاسلامية. وختم الأكرف بالقول أن يجب على السلطات أن تلتزم عملياً مع شعبها بشعاراتها حول التسامح والتعايش السلمي واحترام الشعائر الدينية، بدل أن تكتفي بالتسويق لذلك نظرياً أمام العالم. رباعي: لا يصح أن يبقى البحرين بلداً غير آمن لمواطنيه في ممارسة أبسط حقوقهم. وفي كلمتها قالت الباحثة في منتدى البحرين لحقوق الانسان غنى رباعي، أنّ سلطات البحرين تكرّر في كل سنة خلال مناسبة عاشوراء نفس أشكال من الانتهاكات الطائفية مثل الاعتقالات والاستدعاءات التعسفية واستهداف الشخصيات الدينية ونزع المظاهر العاشورائية، وتضيف إليها كل سنة أشكال جديدة من قمع الحريات الدينية. مشيرةً إلى استهداف الفعاليات العاشورائية ذات الطابع الفنّي مثل فرض إلغاء عمل مسرحي يحاكي واقعة كربلاء، وتحطيم مجسّم فنّي على شكل مرقد مقدّس من مقامات أهل البيت (عليهم السلام)، والاستمرار في وضع القيود على المضامين الشعرية لقصائد المراثيات العاشورائية. كما سلّطت رباعي الضوء على ما أسمته "افتتاح موسم قمع عاشوراء" هذا العام من قِبَل السلطات الرسمية بإزالة يافطات عاشورائية وقمع مظاهرة سلمية خرجت احتجاجاً على تلك الاجراءات القمعية، وبكسر جمجمة المواطن حسن علي العنفوز خلال الاعتداء بالضرب على المتظاهرين. وأشارت رباعي إلى أنّ السلطات الرسمية صعّدت إجراءاتها القمعية حيث باشرت باستدعاء واعتقال المواطنين والشخصيات الدينية الذين كان أبرزهم الشيخ عيسى المؤمن الذي اعتقل لمدّة 12 يوماً تعسفياً من غير السماح لوكيله القانوني بحضور جلسات التحقيق، والشيخ حسين عبدالكريم عطية الذي اعتقل لمدّة 14 يوم، وغيرهم من علماء الدين والمنشدين الدينيين وأعضاء الهيئات الإدارية في مؤسسات دينية ومواطنين آخرين. وعلّقت رباعي أنّ خلاصة الوقائع المثبتة بالتوثيق تؤكّد أن لا يوجد تحسّن في أداء السلطات تجاه الحريات الدينية للطائفة الشيعية بالتحديد، بل أنّ هناك المزيد من القمع والاستهداف المباشر لمناسبة عاشوراء، وأنّ السلطات البحرينية ما زالت مطالبة بإنهاء منهجية القمع الديني التي تتبنّاها ضد الطائفة الشيعية، وبمحاسبة المسؤولين عن كل ما ترتّب على تنفيذ هذه المنهجية من انتهاكات، وتعويض للمتضرّرين وضمان عدم التكرار. وختمت رباعي بالقول لا يصح أن يبقى البحرين بلداً غير آمن لمواطنيه في ممارسة أبسط حقوقهم. |