ندوة حول واقع التعذيب في البحرين العنوان: التعذيب متفشي في ظل ثقافة الافلات من العقاب نظّم منتدى البحرين لحقوق الإنسان ندوة إلكترونية موازية، وذلك على هامش الدورة 53 لمجلس حقوق الإنسان، تحت عنوان "البحرين في اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب". حسين نوح، مسؤول الرصد في المنتدى، لفت إلى توثيق أكثر من 25 نمط تعذيب تسببت بعاهات دائمة لبعض معتقلي الرأي، تلاها إهمال طبي متعمد وتستر ممنهج تورطت فيه جهات رسمية، وذلك في مخالفة للقوانين الدولية والمحلية. نوح تحدث عن التعذيب الذي تعرض له عالم الدين الشيخ عبدالجليل المقداد، كذلك ما تعرض له معتقلو الرأي في سجن قرين العسكري. وطالب المنتدى بالافراج الفوري عنهم وجبر الضرر. (لقراءة الكلمة الكاملة لحسين نوح إضغط هنا) بدورها، أكدت ابتسام الصائغ، من منظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان، أنّه لا يجب أن يفلت المتورطين في التعذيب من العقاب، بل يجب محاسبتهم ومساندة الضحايا لا سيما الحقوقيّين والمعارضين السياسيين. ولفتت الصائغ إلى ما وثّقه تقرير بسيوني من أنماط تعذيب ممنهجة، وهي لا زالت مستمرة منذ ٢٠١١ بسبب غياب المحاسبة، وأيضًا رغم توقيع حكومة البحرين على اتفاقية مناهضة التعذيب. الصائغ استعرضت معاناة الطفل ع.ع.، الذي تعرض خلال اعتقاله لأنماط شنيعة من التعذيب بهدف الضغط عليه للتوقيع على اعترافات ملفقة، لافتةً إلى أن هذه الحالة سيكون لها انعكاس نفسي واجتماعي يرافق الضحية طوال حياته. وأضافت الصائغ بأن الهيئات الرسمية -المعنية بانصاف الضحايا- متورطة في الانتهاكات بحقّ معتقلو الرأي، خاصةً القاصرين، الذين يتعرضون للتهديد والابتزاز والإهمال الطبي والاستهداف. كذلك استعرضت حالات معتقلي الرأي عبدالهادي الخواجة ود. عبدالجليل السنكيس وغيرهم من الحقوقيين وما يلقونه من إهمال طبي ممنهج. وتابعت بأنها كانت، بدورها، ممن تعرض للاعتداء الجنسي والتعذيب، وبدل التحقيق في حالتها تم اعتقالها حيث استخفت المؤسسات الرسمية بمعاناتها، ما يؤكد عدم جدية آلياتها، بحسب الصائغ. ونوّهت الصائغ إلى أن المعتقلين السياسيين في العزل الانفرادي عرضة لأساليب ظالمة من التعذيب بسبب حديثهم عن الإنتهاكات الحقوقيّة التي يتعرضون لها. في ختام مداخلتها، طالبت حكومة البحرين بالاستجابة لطلب المقرر الأممي الخاص بالتعذيب لزيارة البلاد والاطلاع على حال السجون. كما طالبت الصائغ بإعادة محاكمة جميع من استندت محاكماتهم على تهم باطلة انتزعت تحت التعذيب؛ انصاف ضحايا التعذيب وجبر الضرر؛ الإطلاق الفوري لجميع معتقلي الرأي لا سيما المرضى وكبار السّن. في السياق ذاته، تحدث طه الحاجي، من المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، مؤكدًا على أن الواقع مخالف جدًا لما تدعيه السعودية في المحافل الدولية. وقال بأن المنظمة وثقت الكثير من حالات التعذيب التي تورطت فيها هيئات رسمية حيث يترافق ذلك مع حالات إختفاء قسري تمتد لأكثر من ١٥ سنة. الحاجي تطرق إلى ما تعرض له ضحيتا التعذيب والاعدام التعسفي جعفر وثامر سلطان للتعذيب، حيث تجاهل القضاء السعودي تأكيدهما بأن اعترافاتهم انتزعت بالإكراه، وبأنهم حرموا من التمثيل القانوني. وشدد بأن جعفر سلطان وصادق ثامر تعرضا لمنظومة تعذيب ممنهجة في ظل غياب الرقابة وافلات المتورطين من العقاب. حاجي لفت إلى أن عوائل الضحايا لا تسلم من التعذيب النفسي وأساليب التشفي المتعمد انتقامًا حيث تحرم من توديع أحبتها وتسلم جثامينهم. من جهته، تحدث علي مهنّا، ضحية تعذيب ووالد معتقل رأي وضعية تعذيب عن استدعائه اليوم للتحقيق بسبب مساندته لابنه معتقل الرأي حسين مهما -سلميًّا- بعد مرور 321 (11 شهرًا) على عزله في السجن. وكشف بأنّ الشرطة هددته بتحويل ملفه إلى النيابة في حال استمراره بذلك بحجة "إثارة بلبلة أمنيّة". مهنا أكد بأن ابته تعرض لاذلال ومهانة -موثقة في تسجيل صوتي- وهو معزول عن العالم الخارجي بالكامل اضافةٍ إلى تقييده؛ كل هذه الانتهاكات تتورط فيها الهيئات الرسمية. وأضاف بأن كل القضايا التي حوكم ابنه حسين على اساسها استندت على تهم ملفقة واعترافات انتزعت تحت التعذيب الشديد، وهي متواصلة حيث تتعمد إدارة السجن استفزازه بشكل دائم. مهنّا لفت إلى أن اجراءات هيئات الرقابة الحكوميّة شكليّة فيما يتجاهل البرلمان قضايا المعتقلين السياسيين؛ وهذا يدفعه للاستمرار بحراكه السلمي انتصارًا لمظلوميّة ابنه وسائر معتقلي الرأي. عبد الإله بن عبد السلام، منسق الإئتلاف المغربي للمنظمات الحقوقية، أوضح بأن التعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية خطر تجب محاربته ومحاربة مرتكبيه صونًا للكرامة الإنسانيّة وتكريسًا للقوانين الدوليّة. وأضاف بأنّه وأمام شيوع أعمال التعذيب، توجب التصدي لهذه الظاهرة وعدم التسامح معها دستوريًّا وعلى كافة الصعد، حتى تُعْمِل الدول على أرض الواقع ما تصدق عليه من مواثيق. عبد السلام تابع بأن المعتقلون في البحرين يتعرضون للتعذيب، وتصدر بحقهم الأحكام الجائرة بسبب مطالبتهم بحريتهم، كما تتواطئ السلطات في حماية مصالح الانظمة المستبدة فلتلجأ إلى تسليم المعارضين وسط حماية دول كبرى، ما يتطلب تشبيك عمل القوى الحياة وبلورة جهودها الحقوقية. واستذكر في ختام حديثه المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وما يتعرضون له من انتهاكات ممنهجة. أما والدة معتقل الرأي حسين السّهلاوي فأكدت بأن حسين لاقى استهدافًا وملاحقةً مريرة قبل اعتقاله ومحاكمته أمام القضاء العسكري، تلا ذلك إهمال طبي ممنهج أدى إلى تداعيات صحيّة خطيرة وسوء المعاملة في السجن الانفرادي. وأضافت بأنّه تعرضت -شخصيًّا- لمضاعفات صحيّة عدة بسبب ما يتعرض له مؤكدةً بأن هيئات الرقابة الحكومية تتجاهل حاجة حسين الماسة حاليًّا إلى عملية جراحية طارئة. وتسألت: "إلى متى تصمت المنظمات الدوليّة عن معاناة معتقلي الرأي في البحرين وما يتعرضون له من موت بطيء وتصفية؟" ختامًا سردت عمّة ضحية التعذيب والاعدام التعسفي، عباس السميع، ما تعرضت له عائلة السميع -منذ التسعينات- من ملاحقة وانتهاكات حقوقيّة ممنهجة. وأضافت بأن عباس لُوحِقَ وأُعدِم -تعسفيًّا- بسبب نشاطه السّلمي والمجتمعي المثمر، حيث تجاهلت المحكمة أدلة براءته قبل أعدامه، وهذا حال عوائل البحرين التي يتعرض أبناؤها للاستهداف والانتقام الجماعي لمجرد مطالبتهم السلميّة بحقوقهم وحرياتهم التي كفلها الدستور. |